كيف تتعامل مع مشاعر وأفكار القلق الاجتماعي إن كنت حاضرا في وسط اجتماعي؟
طبيعي لمن أصابه القلق الاجتماعي منذ الصغر إذا عالج الاضطراب في سن متأخر يجد نفسه ضعيف في مهارات التواصل الاجتماعي ، كيف يمكن اكتساب هذه المهارات في هذه المرحلة العمرية ؟
كان لي صديق في المدرسة، يرفض بشكل قاطع أن يقدم أي كلمة في الإذاعة المدرسية، كان متفوقا وذكيا ولكنه كان يرهب هذا الموقف بشكل كبير!
بدأ والديه إشراكه في أنشطة مختلفة، رياضية وثقافية، وحرصوا على أن يشارك برحلات المدرسة، والمسابقات المحلية على إختلافها، وقد كان لذلك أثره على شخصيته.
الإنخراط في مجموعات نقاشية حقيقية حتى بدون تحدث يزيل هذه الرهبة شيئا فشيئا، خاصة لو تواجد مع بعض من الأشخاص الذين يعرفونه ويعرفهم.
أعتقد أن من يعانون من هذا الأمر - وهم كثر بالمناسبة، فعلميا الخوف من التحدث أمام الجمهور هو الخوف رقم واحد في العالم - عليهم أن يدركوا أن هذا الأمر طبيعي، وعليهم أن يتقبلوه، ومن ثم يبحثوا حول الأسباب التي دعتهم لذلك!
ربما مواقف سلبية في الصغر، ربما مكوثهم وإختبائهم خلف الشاشات أغلب الوقت، وربما ... وربما ... وربما .... الإحتمالات لا تنتهي!
في رأيك هل يؤثر الرهاب على مهارات التواصل وفقط، أم أنه قد يمتد لمهارات أخرى كالتعلم، أو المهارات الحياتية بشكل عام؟
مبدئيًا جميعًا نصاب بالتوتر ، وربما أنا من الأشخاص التي تتوتر كثيرًا ، لكن ربما من خلال اتباع نصائح معينة قد نتخلص من التوتر وربما نتخلص من الرهاب الاجتماعي من خلال التحكم في أنفسنا من خلال ممارسة الشهيق والزفير والإسترخاء
أيضًا من الجيد أن القيام بالتخطيط المسبق للمواقف الاجتماعية التي تجعلنا متوترين بشكل كبير ، ربما هذا التخطيط قد ينمي فينا روح الثقة في أنفسنا .
ممارسة الرياضة قد يساهم في التخلص من الرهاب الاجتماعي .
في النهاية التخلص من الأفكار السلبية التي تواجهنا إزاء بعص المواقف ، والتفكير بشكل إيجابي .
الحل يكمن في المواجهة، فمن لديه رهاب اجتماعي يكن دائما قلقا وخائفا من خوض أي حديث أو حوار ولا يقدر على التكملة أو حتة البدأ، وبالتالي مهارات التواصل تكاد تكون منعدمة لذا خوض الحديث مع أي شخصٍ كان بعد أن تعد من ١٠ إلى ١ لتقليل القلق والتوتر، ثم تحدث بكل ثقة، تحدث مع السائق مع الساعي مع زملائك بالعمل.
وقبل ذلك يمكنك تجربة التسجيل لنفسك، كان تقف أمام المرآة وتبدأ بافتعال موقف ما وكيف يمكنك التحدث والرد به، ومراجعة الردود وهكذا.
منذ سنوات تم إختياري لمناقشة البحوث بالنيابة عن مجموعتي في الجامعة، كنت أتهته في الكثير من الأحيان
فحضور جمع من الدكاترة اصابني بالتوتر الشديد.
سأخبرك بالشيء الذي ساعدني على تخطي هذا الأمر في البحث الذي يليه.
كنت أعكف طوال الليل لأذاكر البحث وأقف أمام المرآة لأقوم بمناقشته وكأني في الجامعة
هذا الأمر ساعدني كثيرًا، واستنتجت منه أنني كلما علمت أكثر ، كلما قل خوفي من المواجهة مع المجتمع بصفة عامة.
مثل هذه الظاهرة تتم معالجتها بشكل أسهل خلال المراحل العمرية الأولى. لكن حتى بالنسبة لمن هم في سن أكبر يمكن القيام ببعض الإجراءات المساعدة على تقليل الخوف من الإنخراط الإجتماعي.
يمكن للشخص التدريب بمفرده بإستمرار على الحديث في مواضيع جدلية لإكتساب مهارات النقاش.
وكنصيحة أخرى قد تكون مفيدة يفضل للأشخاص ممن يعانون الرهاب الإجتماعي محاولة الإنخراط في الأحاديث حول المواضيع التي يجيدونها, حتى يكون الحوار أسهل بالنسبة لهم ويتمكنوا من بناء ثقتهم في أنفسهم.
ولا يجب إهمال الجانب النفسي أيضا. مطالعة بعض كتب بناء الشخصية والتي تقدم نصائح الخبراء في موضوع مماثل ستكون مفيدة جدا خصوصا وأن من يعانون الرهاب الإجتماعي قد يرفضون الحصول على إستشارة الطبيب المختص أو قد يرفضون الإنفتاح له حتى مع ذهابهم إليه.
التعليقات