هل من يحبك لا يتخلى عنك ولو كنت شوكا بين يديه ؟


التعليقات

" صديقك من صدقَك لا من صدقّك " ، على بن أبي طالب

هذه النوعية من الصداقات التي علينا أن نقاتل من أجلها ، وما عداها مجرد علاقات لا ترقى لمرحلة الصداقة ،

وأؤمن تماما بوجود هؤلاء الأصدقاء ، ولكني في الوقت ذاته أؤمن أن الصداقة لا تكون إلا بين اثنين أو ثلاثة على الأكثر ، أو كما يحب أن يطلق البعض - خصوصا من تجاوزوا العقد الرابع من حياتهم - "صديق العمر"

أعتقد أن الأمر معك يختلف قليلا بسبب كثرة إتخاذ الأصدقاء الزائدة عن الحد ، من الرائع أن نكون إجتماعيين ، نكتسب العلاقات بسرعة وسهولة ، ولكن ...

فرق كبير بين العلاقات والصداقة ، ومن وجهة نظري أن من اعتقدتي أنهم أصدقائك لم يكونوا يوما سوى معارف أو زملاء وما لبثوا أن انفكوا عنك لانتهاء الرابط المشترك الذي جمعكم ... !!

ذكرتيني بنصيحة والدي عندما قال لي يوما

تعرف على كل الناس ، تعامل مع الجميع ، ووسع دائرة المعارف والزملاء ، ولكن لا تصاحب إلا القليل وتذكر :

"صديق الكل وحيد !!"

اسمحي لي أن أختلف معك حول هذا الأمر

أهلك المقربون سيمضغونك لكن لن يبلعوك أبدا

هذه نظرية أثبتت فشلها منذ بدء الخليقة بقتل الأخ لأخيه وتباعا لما نتابعه ونسمعه من جرائم بين أفراد العائلة الواحدة ، فكيف نأتي نحن الآن محاولين إثبات الضد !!

أهلمت أسرتي من أجل الآخرين ، أما الآن فالعكس

لا تهملي أحدهم على حساب الآخر واعط كل ذي حق حقه ، هل تقدرين على السير بشكل معتدل إذا كانت إحدى ساقيك أطول من الأخرى !!

مع الفارق في التشبيه ، علينا أن نوازن بين أمور حياتنا ، نوازن في علاقاتنا ، نوازن في كل شئ حتى نتمكن من أن نحيا حياة متزنة وسعيدة بفضل الله

لا أعرف يا عفاف لما تطور الأمر معك لمشكلات واسعة المدى لدرجة تطلبت تدخل العائلات.

لكن ربما الأمر له علاقة بنوعية تلك العلاقات، ربما لم تصنفي المجموعة الكبيرة تصنيفها السليم.

كلنا في حياتنا مجموعة كبيرة من الأصدقاء، لكنهم في دائرة واسعة ضمن تصنيف الأصدقاء، وهؤلاء عادة يكونوا ضمن أصدقاء الصف، أو الأصدقاء المشتركين بيننا وبين أصدقاء أقرب وهكذا.

وتصنيفهم بشكل خاطىء، ربما يجلب للمرء خيبة الأمل كما حدث معك حسب فهمي من حكايتك.

فالطبيعي لو صنفتِ إنسانا بشكل لا يتلائم مع مكانته، ستنتظري منه أكثر ولن يفعل، وتجدين نفسك تواجهين مشكلة مع مكانة الإنسان وليس شخصه.

وهو ما يحدث معك، فقد أصبحت تعتقدين أن (الصداقة) نفسها لا تستحق كذا أو كذا، وليس الأشخاص الذين مثلوا لك هذه المكانة.

ليست كل العلاقات على نفس الدرجة من العطاء والمحبة والبذل والتضحية كذلك، لذلك وُجد فرق بين الأصدقاء والرفاق والزملاء، وكونك اجتماعية شيء جيد في الحقيقة، لكن من حديثكِ فهمت أن بعض العلاقات كانت مجرد زمالة، أو رفقة حسب المرحلة وليست صداقة تصل لأعماقكِ تحافظين عليها وتحافظ عليكِ وتراعون بعضكم البعض.

أظن أن هناك فرق بين الوحدة والفردانية! والوحدة المطلقة لا تكون مشبعة للفرد، لكن إن أتت في وقتها في أمر مثمر، القرب من الذات بشكل بطيء وبفهم ادراكي أمر مهم أنا شخصياً رغم وجود أشخاص من حولي يمكنني القول أنهم أصدقاء مقربين مني إلا أنني ما زلتُ أحافظ على مسافة لي وحدي أحتاجها وهم يتفهمونها حين حاجتني لها.

لا أعلم كيف هو الشعور حينما انتقلتِ ما بين حاليتين، الحالة الاجتماعية الفائقة وبين العزلة الاجتماعية الكاملة، لدي فضول لأعلم كيف استطعتِ فعل ذلك بهذه النقلة حقاً؟!

برأيك هل هناك بالصداقات من يستحق أن نقاتل من أجله، أم الصداقة الآن لم تعد كما نتمنى؟

بالطبع هناك صداقة مثل صداقة إيرين وآرمين في الهجوم على العمالقة، صداقة مثل صداقة جون وكيلوا في القناص، رغم أنها صداقة ضمن مسلسلات الأنمى لكنّي أفهمها وأصدقها لأنني أمتلك منها أصدقاء رائعين بالحق :")

رَد ممتلئ بحق عفاف، بوحكِ لكل هذا بهذا الشكل يدل على تأثركِ بتلك الفترة حقاً وتأثيرها بكِ بشكلٍ ملاحظ ما دفعكِ للكتابة عن هذا بامتداد وأنا أرى ذلك وأُقدّره كونه جانباً شخصياً فيكِ.

وأحاول أن أعيش بأعين الآخرين تجاربهم ، حين ستنصحينني أن لا أفعل

تقصدين أنكِ يجب أن تخوضي مضمار التجربة كي تقرري إن تعلمتِ أم لا؟ إن كان كذلك أنا أؤمن بأننا يجب أن نخوض التجربة أيضاً لأنها وحسب تجاربي التي كانت بمحلها تقريباً علمت أن التجربة والخطأ أفضل شيء للخروج بقناعة حقيقية وليست صورية فقط نسمعها ممن حولنا، لكن للأسف بعض التجارب تكون قاسمة لا مجال فيها للتعلم مثل الفتاة التي ذكرتِ أنها انتحرت!

تقديري كذلك يذهب لوالدتك لأنها خير مثال عن التدخلات الحاسمة التي يجب أن يتخذها الأهل والوقفات التي لا مجال للأخذ والعطاء فيها، حدث معي الأمر بشكلٍ أخف حيث كنت أجلس وأقرأ كتب خارجية للصباح فترة الامتحانات بعد أن أُنهي دراستي وتدخلت أمي في ذلك الوقت وحرمتني الكتب :") كان هذا رغم تذمري له أثراً كبيراً في تركيزي وحصولي على نومٍ كافٍ وطاقة جيدة.

لم تجدي مثالا حقيقيا

الأمر ليس كذلك، مثلاً لو قلتُ لكِ أنا وصديقتي هند، لن تعرفي عنّا شيء، بالنسبة للأمثلة الواقعية فأجدها صعبة الذِكر كونها تختص بظروف وخلفية لن يفهما إلا أصحابها، أحبُ صداقة رسولنا الكريم وأبو بكر الصديق ويصف ذلك الآية القرأنية "إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا". لا أقول أننا نقاربهم، لكن لكلِ شخص منّا طريقته في تكوين الصداقات والحكم بروعتها ومن هنا أقول لكِ أن الأمثلة الحقيقية موجودة لكن تحتاج إلى أشخاصها الحقيقين ليُعَرفوا عنها.


قصص وتجارب شخصية

شارك كل ما يحدث معك من قصص وتجارب حياتية مفيدة، واقعية، وغير منقولة. مشاركتك هذه قد تلهم الآخرين، وتنقذ حياة شخص ما.

76.9 ألف متابع