تقولى أحلام مستغانمي "ما النسيان سوى قلب صفحة من كتاب العمر.. قد يبدو الأمر سهلا، لكن ما دمت لا تستطيع اقتلاعها ستظل تعثر عليها بين كل فصل من فصول حياتك".

و أخص بالذكر هنا الرغبة في النسيان المتعمد للمواقف الصعبة أو المؤلمة التي نواجهها في الحياة... لكن ماذا لو كان لعدم نسيانها فائدة؟

بعد ظهور نتائج شهادة الباكالوريا بشهر تقريبا (أنا نجحت لكن صديقتى لا ) قررنا التسجيل في مدرسة خاصة لتعلم اللغات "نذهب إليها في وقت الفراغ"... وبعد إنهاء إجراءات التسجيل طلبت منى صديقتى الذهاب لأعلى جسر في المدينة بحجة استنشاق الهواء، وافقت مباشرة ...كنا في عمر 19 أنذاك... عند مرورنا من الجسر سألتنى: ماذا لو رميت نفسى من هنا هل سأموت؟

أجبتها: طبعا ستموتين ولن تموتى فحسب بل سأجد أطرافك متناثرة تحت.

ابتسمت إبتسامة يائس و اقتربت للحافة أكثر.

صَرَخت لترجع ... لم تكترث لى و أجهشت بالبكاء، تتحدث بكلام غير مفهوم فهمت عبارة واحدة أو على الأقل هذا ما أتذكره "سأنتحر و سَيسعَدون بذلك"(كانت تقصد عائلتها فقد قرروا تزويجها بعد رسوبها في الإمتحان و كانت لديها الكثير من المشاكل الأخرى).

وقفت عاجزة تخدرت لم أستطع قول أو فعل شيء من الصدمة و صعوبة الموقف "لم أكن أشاهد فلم أو مسلسل لاا أنا على أرض الواقع".

ركضوا أشخاص من الطرف المقابل في الجسر و قاموا بإنقادها... ولا أعرف ما حَلّ بها بعد ذلك فقد انقطعت جميع الاتصالات بيننا حاولت معرفة أحوالها لكن منعونى من ذلك بحجة أننى من أخدتها للجسر فهي لم تكن تعرفه.

كان هذا الموقف من بين أصعب المواقف التي مررت بها في حياتى، كنت أرغب بنسيانه لكي لا أتذكر المشهد و العجز الذي تملكنى حينها، لكننى إكتشفت أن النسيان ليس بالحل بل عليَّّ التكيف أكثر و الإستفادة من كل ما مررت به وأحمد الله على كل النعم التي كانت لدي حينها والتي أمتلكها الآن.

برأيكم إذا كان النسيان ليس بالحل، ما الحل لمواجهة المواقف الصعبة؟

حدثنى عن موقف أردت نسيانه و لم تستطع لكنه ساهم في تغيير حياتك للأفضل؟ "بمعنى أصح تشكيلها"