معظم البشر تسير حياتهم بشكل طبيعي إلى أن تأتي حادثة ( إيجابية - سلبية ) تؤثر بمجرى حياتهم و تغيرها للأفضل أو للأسوأ ..

او تأتي فرصة ( عمل - دراسة - سفر ) تغير في شخصيتهم

دعونا نبتعد عن جو التشاؤم .. لا نريد الحديث عن التأثير إلى الأسوأ .. بل إلى الأفضل

منذ أن بدأت بالدراسة و الخروج مع الأصدقاء كان هناك أمر ملاصق لشخصيتي

و هو الخجل من الحديث على العلن في الأماكن العامة ( المحاضرة - على التلفاز - في اجتماعات العائلة )

كما أنني كنت أفتقد صفة القيادة بشخصيتي .. دائما أطرح حلولا و أفكارا لكن لا أكون على رأس من يتخذ القرار .. خوفا من نظرة الناس لي

منذ ست سنوات , اغتربت للدراسة في الأردن و انضممت إلى تجمع الطلبة السورييين هناك

كان عبارة عن مجموعة طلابية تهتم بأمور الطلاب السوريين الجامعيين كما أن لها نشاطات ثقافية و ندوات .. فضلا عن كونها مجموعة إنسانية تهتم باللاجئين بشكل كبير

كان أحد نشاطات التجمع شيء يسمى الديوانية ( اجتماع في قاعة كبيرة يضم طلابا و إعلاميين و سياسيين .. يتم طرح نقطة نقاش و يقوم مدير الحلقة بإدارة المداخلات و النقاشات .. و بحضور وسائل إعلامية )

كنت أحضر هذه الديوانيات و استفيد منها و لكن لا أشارك ..

إلى أن قام مرة أحد مديري الحوار بإلقاء المايكروفون إلي و سؤالي ..

أحسست أن كل الكون ينظر إلي .. و لكن لا مفر من الحديث ..

بالمناسبة .. كانت كبرى القنوات الإعلامية تصور ... واااخجلتاه

بصراحة .. لا أذكر ما تحدثت به و هل كان صحيحا أم لا :)

و بعد انتهاء الديوانية .. جاءت إحدى القنوات تريد إجراء مقابلة ..

و عندما بدأت بالكلام .. صرخ المذيع ( ارفع صوتك .. انت ابن (-) و ذكر اسم مدينتي )

بصراحة ذاك اليوم كان يوما مفصليا ..

الحديث أمام العامة و مع الغرباء و على القنوات التلفزيونية و الإذاعية أصبح أفضل بكثير بل تطور ليصبح شيئا سهلا

و ماذا بعد ؟

استمريت في ( تجمع الطلبة ) لمدة أربع سنوات و تنقلت من متطوع إلى عضو إداري إلى مدير للعلاقات العامة إلى نائب المدير

ما جعلني في مواقف اتخذ فيها قرارات صعبة و أشرف على عشرات المتطوعين

تلك المرحلة من حياتي هي من أثرت في شخصيتي حقيقة ..

و بعدها قدمت مشروعي التخرج أمام المئات و صرت أدرب أصدقائي على الإلقاء و في العمل أصبحت مديرا على عشرات الموظفين ..

أنا متأكد أن لكل منا قصة أثرت بشخصيته .. هل تودون الحديث عنها ؟