الفتى يترنّح في منتصف الطريق.
سيارةٌ فارهة تقترب منه بجنون، لكنّه لا يراها… بل لا يكاد يرى شيئًا أصلًا.
لوّح بيده في الفراغ كمن يتعلّق بالعدم،
ثمّ سقط على ركبته اليسرى، والسيارة توقّفت في اللحظة الأخيرة.
تدارك الموقف قبل أن يجتمع حوله الناس،
فانتشل نفسه بصعوبة، ونهض معتذرًا، مبتعدًا بخطى متعثّرة وسريعة.
رأى الناس التراب على سرواله، ورأوا الجُرح في رأسه، وربّما لمحوا الألم في عينيه… لكنّ أحدًا لم يُبصر تلك الدمعة التي انزلقت بصمت، ولا الانكسار العميق الذي كان ينهش قلبه من الداخل وهذا هو المهم.
التعليقات