كنت أتبع مبدأً في حياتي وهو حسن النية عند التعامل مع الآخرين سواء على علاقة أم لا، كنت أقول أن الشخص الذي أتعامل معه صادق حتى يثبت العكس، كنت أفهم الحوار والأحاديث كما تُقال من صاحبها، لا أفسر وأحور الكلام لمعنى آخر أو انتقل إلى أبعاد من وحي تفكيري، فلماذا أفعل ذلك؟ فالجميع لديه حرية التعبير، لماذا قد ينتهج أحد هذه الطريقة.
لا شك أقدر الوضوح والصراحة وأتبعها في تعاملاتي، فليس لدي سبب يجعلني أقول شيء وأقصد به معنى آخر، وهذا ما كنت أتوقعه من الجميع، فلما افترض سوء النية.
حتى مررت ببعض العلاقات التي جعلتني فعليا مراجعة نفسي في هذا الأمر، فما كنت أتحدث حتى أجد سوء النية على الدوام، يفهمون كلامي على طريقتهم وقد يجعلون منك مخطئة دون التفوه بأدنى كلمة، على الرغم من سوء هذا النوع من العلاقات، لكن جعلني أحسن من نفسي تجاه هذه النقطة.
أصبحت أركز أكثر وأحاول الوصول لأبعاد الحوار، أتريث كثيرا عند التحدث مع هذا النوع من الأشخاص، لا افترض سوء النية مطلقا لأن هذا اعتبره في حد ذاته ليس إلا مرض اجتماعي تفشى كثيرا في العلاقات الاجتماعية، تجد نفسك تتحدث في أمر ما والآخر يفهمها بطريقة لم تفكر فيها مطلقا.
نصحتني إحدى صديقاتي بأن أعكس مبدأي، وانتهجه وهو أن افترض سوء النية حتى يثبت العكس، لكن في الحقيقة لا أستطيع ذلك أجده مبدأ يدعو لانعدام الثقة والتخوين المستمر وهذا ما أمقته في التعاملات.
لماذا أصبح سوء النية يسبق حسن النية في تعاملاتنا اليومية؟ وماهو نهجك الذي تتبعه؟
التعليقات