شخص ما قد يبذل جهدا كبيرا في شيء ولكن بنتيجة أقل من المستوى، هل يستحق نفس الشكر على شخص آخر بنتيجة جيدة؟
هل يكافئ الشخص على المجهود أو على النتيجة؟
أنا أرجح كفة النتيجة، والجهد والنتيجة شيئان ليست بينهما بالضرورة علاقة طردية، فهناك من بعمل بجد وهناك من يعمل بذكاء، وأي عاقل منا إذا أراد أن يقيس جودة العمل سيحتكم إلى النتيجة باعتبارها الفيصل والجهد تغض عنه الأبصار، وعلى فكرة من فعل العكس فقد وقع في شباك مغالطة منطقية منطقية اسمها مناشدة الشفقة ومثال عليها:
يقول الشخص (أ) لا بد أن الحل الذي توصلت إليه لهذه المسألة الرياضية صحيح، فلقد توصلت إليه بعد عناء خمس ساعات من التفكير والتركيز الشديد.
هنا المغالط يثير عاطفة الشخص (ب) بدلًا من تقديم دلائل وإثباتات على صحة حله، إن الفكرة الخطأ تبقى فكرة خطأ سواء أكانت ناتجة عن تفكير دام لخمس دقائق أو خمس قرون، والزمن الذي أنفق أو الجهد الذي بذل في فكرة ما لا ينبئنا بشئ عن صوابها أو خطأها، وكذلك نقول المثل على الموضوع الأصلي.
الأمر يقدر بقيمة المنفعة للطرف الآخر وليس للجهد أو النتيجة دور إلا في تقدير الثمن من قبل مقدم الشيء أو الخدمة.
أي نفس الشيء قد يكون هناك شخص يدفع مقابله قيمة كبيرة لأنها ذات منفعة كبيرة سواء مادية أو معنوية
ونفس الشيء قد يأتي آخر ولا يدفع به شيئا لأنه لا يمثل له قيمة
خذ مثال قطعة أثرية أو لوحة نادرة أو رقم مميز فهناك من يدفع مبالغ كبيرة لأنه ذو قيمة معنوية كبيرة بالنسبة لهم
وآخرون إن عرضته عليهم بمبلغ زهيد فلن يهتموا لأجله.
وفي حال وجد شخص لا تهمه هذه الأمور لكنه مستعد يدفع فهو ينظر للأمر من منظور ربح مادي كأن يهدف لتملكه ثم بيعه لمن يدفع أكثر. إذا مقدار المنفعة من الشيء عند الطرف الآخر هي من تحدد قيمته.
لا اعتقد ان هناك من سيأبه بمجهودك الضخم الا اذا أبهرته النتائج فيقول باعجاب عمل رائع و مجهود مشكور عليه ، و ستتكرر الجمله ذاتها في حال انك حققت نفس النتيجة باقل جهد فهذا في حد ذاته فن لا يملك الجميع بصيرة تمكنهم من الوصول بايسر الطرق ، لذا فانا اري ان العمل ان كان مرهون بعبارات الثناء و ان كنت دائم الانتظار لعبارات التشجيع و التقدير لتواصل العمل فسينتهي بك المطاف محبطاً كئيبا لا تفعل اي شيء.
تساؤلك هذا مهم من الناحية الفلسفية
حسب المذهب الفلسفي المسمى " بالمذهب البرغماتي " , يكافئ الإنسان على النتيجة فقط لا على المجهود وهي فلفسة ذات طابع أمريكي , حيث يقول كل من ( تشارلز بيرس و ويليام جيمس و جون ديوي ) وهم الفسلافة الرواد لهذا المذهب أن " العبرة بالنتائج وليس بالمبادئ "
ولكن من وجهة نظري أرى أن المجهود يستحق مكافئة صاحبه إذا قربنا من النتيجة أو الهدف المعني في حالة إذا لم يصل إلى النتيجة النهائية (; (; (;
التعليقات