لماذا بعض الشركات الكبيرة مثل اوبر والمتوسطة مثل سوق كوم تتلقى استثمارا ؟ اليست تحقق ارباح كفاية يغنيها عن دعم المستثمرين؟

حسب قراءاتي المتواضعة بهالجانب، الإستثمار يكون لسرعة التوسّع ودخول أسواق جديدة وكسب حصّة أكبر في السوق بشكل أسرع .. تخيّل لو كان هناك شركتين متنافستين بنفس الحجم وبنفس المجال، لكن واحدة معتمدة على توسّعها فقط بالأرباح التي تحصل عليها من بيع خدماتها، والأخرى حصلت على إستثمارات كبيرة، من سيكسب السوق ويتجاوز الآخر ؟ طبعاً اللي عنده سيولة وأموال للتوسّع، وهذا بإعتقادي الغرض الأساسي من الإستثمارات الكبيرة المتتالية

البعض يرى الإستثمار المُبكر في الشركات الناشئة، وسيلة سريعة لضمان خروجها من المُنافسة، سواء عن طريق الإستحواذ عليها من طرف شركات أخرى أو ربما فشلها.

إجابة على سؤالك فيما يتعلق بشركة أوبر وسوق، فالأولى بالفعل تعتبر أكبر نظراً لتغطيتها لقائمة كبيرة من الدول حول العالم، في حين أن سوق مخصص للمنطقة العربية وبالتحديد الخليج والشرق الأوسط عموماً. أوبر تقوم بجمع مليارات الدولارات من المستثمرين نظراً لأن مجال عملها صعب، فهو يتضمن إقتحام أسواق جديدة وقوانين حكومية مختلفة تتعلق بتنظيم وسائل النقل وغير ذلك من ارشادات السلامة، ناهيك طبعاً عن اختلاف مقدار التسويق الذي يختلف من دولة إلى أخرى.

سوق، من جهة أخرى، مشروع تجاري بحت، فهو قائم على البيع والشراء (البيع بدرجة أكبر) لذا، فقد يكون بالفعل يحقق أرباحاً قادرة على تسيير طاقم العمل واللوجستيك وغير ذلك، أو ربما لا.. فحتى لو كان عمر الشركة أكثر من 10 سنوات فهذا لايعني بالضرورة تحقيقها لأرباح تغطي المداخيل.. أمازون خير مثال.

الإستثمارات ليست بهدف دعم الشركات فقط، وليس أمراً مادياً بحت.. آبل أغنى شركة في العالم وهي لاتزال تحصل على استثمارات خاصة من مجموعات استثمارية ضخمة.. فهي تلعب دور مُساعدة الشركة في تسيير مخططاتها القادمة، الإستحواذ على مواهب وعناصر بشرية جديدة، أو أحياناً من أجل التوسع بشكل أكبر دون القلق على تذبذب مستويات الربح أو المدخول.

ربما لأن المستثمر يتوقع أرباحاً أكبر من شركات لها سمعة وزبائن على عكس الشركات الناشئة التي تحتاج وقتاً وتعباً لتبدأ الربح.