ترجمتُ السؤال مع الجواب للحاجة المُلِّحة للحصول على أجوبة لهذا الموضوع. لأن الآباء و الأبناء في اختلاف في وجهة النظر حول الأمر.

السؤال:  ابني ما زال طالبا ( 17 عاماً ) ، و أخبرني أنه غير متحمس للمدرسة ، لكني أريده أن ينهي دراسته ، و يحصل على شهادة ، ثم لا مشكلة لدي في ريادة الأعمال بعد ذلك ، على الأقل سيجد شيئا يمكنه الاستناد إليه في وقت لاحق ، الآن هو يقضي وقته يقرأ العديد من الكتب في التجارة و بناء الآليات ( كالروبوتات وغيرها ) ويدرس لغات البرمجة و الآن هو يفكر بإطلاق شركته الناشئة ، رغم أني أقدّر كل هذا و أتفهمه إلا أنني أريد أن يركز في دراسته أولا .. هل أنا مخطئ؟

الجواب: 

 لما كنتُ في السابعة عشرة ، حصلت على كومبيوتر و مسجل أقراص ، و بدأت في بيع الألعاب المقرصنة ، القرص بخمسين دولارا لزملائي في القسم و كنت أكسب ثلاثين دولارا من كل قرص ، عرف والدي بالأمر فصفعني و وبّخني بشدة و أخبرني ألا أقلق على المال الآن ، و أن أركز أكثر على دراستي . و هكذا توقفت عن فعل ذلك الأمر. ولما أصبحت في الثامنة عشر تماما أردت الحصول على حاسوب جديد فأخبرني أبي أنه سيشتريه لي لما أحصل على تعداد نقاط 90 من مئة ، و أنا أعرف أنني لن أستطيع الحصول على هذه النقاط . لهذا بدأت في تأليف مجلة في مدينتي جيبور بالهند ، وكانت تحتوي كل القصص و الأشعار التي يكتبها الأطفال في المدينة ، أخدت موافقة مطبعة و تفاهمت مع الأساتذة و محلاّت البقالة كي يعلنوا على الأمر. و فكرت أنني لو بعت النسخة ب17 روبية فسأبدأ في تحقيق بعض الدخل المهم ، و يمكن أن أبتاع كومبيوتري الخاص بي. لم أصبر على كتماني للأمر ، فتحدثت لعمي به و عمي أخبر أبي وهذا الأخير وبّخني مرارا لأني لا أركز على دراستي و لأني أضيع وقتي . لذا اتصلت بالمطبعة و ألغيت الاتفاق ، و ركزت على دراستي أكثر ،وحصلت على علامات جيدة ، لم تكن ممتازة لكن الحمد لله كانت كافية.

أتذكر أنني لما كنتُ في العاشرة كتبت رواية قصيرة –نوفلا- من ثلاثين صفحة ، زملائي أحبوها بشدة ، و مدير المدرسة أُعجب بها حتى والدي أعجبوا بها و ساعدني أبي في الاتصال بدور النشر لطباعتها و اخراجها للنور ، لكني كنت في العاشرة و كانت أمامي امتحانات كثيرة ذلك الوقت .لهذا تخليت عن فكرة النشر لأنها ستأخذ مني الوقت الكثير. في سنتي الأولى في الجامعة لما كنت أدرس هندسة الحاسب ، تلقى أبي رسالة من الجامعة تخبرهم بأنني لا أواظب على حضور الدروس . كنت أرتاد الجامعة فعلا لكني كنت دوما في المكتبة أبرمج شيئا ما . و أتعلم لغات برمجة جديدة ، و لما سألني أبي عن عدم حضوري  أخبرته أني سأحضر لكن ليس بشكل مكثف وحددت له عدد الحصص التي سأحضرها بشكل مؤكد كل ثلاثي أو سداسي ، ومن هناك فإننا لم نناقش الموضوع مجدداً.

لما كنت اعمل في شركة دايركتي – شركة لبيع نطاقات الوب و حلوله – حصلت على تقييم عالي من جامعتي للالتحاق بها . لكني أردت أن أترك العمل بعد تسعة أشهر ،و أبدأ شركتي الخاصة . عملي كان حلم العديد من الناس في مثل حالتي ، بما فيهم أنا من قبل ، لكنني كنت أريد عملي الخاص ، نصحني زملائي و عائلتي أن أعمل مدة أطول على الأقل لاكتساب الخبرة .. لأنه لو فشلت في عملي الخاص لن أجد فرصة عمل كهذه مرة أخرى.

استقلتُ من العمل ، و أسست شركة اسمها فلات كو التي انضمت الآن إلى شركة اسمها كومن فلور قبل 12 شهرا . لكن الشركة فلات.كو ما زالت تعمل بكامل استقلاليتها و سياستها الخاصة و أخيراً طورنا برنامج فلات شات ، وهو من البرامج الجميلة القوية في مجاله و التي ندعوكم لتجربتها.

أبي ما يزال يعتقد أني سأفشل يوما ما .. أنا أعتقد هذا أيضا ..لكني حتى لو فشلت حقا ، فلن أتوقف عن خوض المخاطر و القيام بأفضل ما لدي لتحقيق ما أريد . أنا أحترم بشدة أبي ، و كل ما فعله كان صحيحا ، و لا أعتقد أنه كان مخطئا في أي نقطة .الحقيقة أن أبي كان يساعدني دوماً.

ربما تستطيع أن تقنع ابنك ألا يصبح رائد أعمال .. لكنه لو أراد ذلك حقاً .. سيصبح ما يريده. و لن تستطيع أن تفعل أي شيء إزاء ذلك.

تمت ترجمة الجواب من موقع كيورا بتصرّف. الرابط : 

http://qr.ae/QkGUD

المصدر : موقع مقالة :

http://bit.ly/1EOxYeE