شخصياً أؤمن أن كل شخص لدية فكرة ويعقتد ان أهم سبل نجاحه مرتبطةً بهذه الفكرة. أنا كذلك، كلكم كذلك ! أليس صحيحاً ؟ عموماً سأخبركم بقصة شخص أسمه مفكّر. هذه القصة ليست واقعية والأسم مبتكر.
تعلم (مفكر) ادخال، تعديل، حذف و عرض البيانات من قاعدة البيانات. وتعلم ايضاً حماية المدخلات. عندها أنفضحت لديه كذبة كبار البرمجة المغرورين الذين يوحون له أن البرمجة صعبة أو بشكل غير مباشر يتبادلون الحديث في المنتديات والشبكات الاجتماعية عن أمور لا تبدوا واضحة للمبتدئ وكأنهم كتبوا برنامج Hello world في بطون امهاتهم. ومن هنا نمت الفكرة لدى مفكر حتى وصل الى مرحلة علمية لابأس بها يستطيع من خلالها تنفيذ فكرته، على الاقل بوجة نظرة. ودائماً الفكرة لها طريقين! أما الحلم والتحقيق أو الحلم والحلم.
لأن صديقنا يعد نفسه بالتحقيق، يعرف أن المشروع يحتاج أمور كثيرة حتى ينجح فقرر أن يقوم بها كلها وحدة فسألته عدة اسأله كا التالي وتحت كل سؤال شرحاً لاجابته.
1- بما انك تعتقد ان البرمجة هي الطريق لريادة الاعمال، ماذا تعرف عن هندسة البرمجيات ؟
حسناً، هو لم يقراء حتى مقالة عن الخوارزميات أو اساسيات هندسة البرمجيات وقد لايعرف الفرق بين مهندس البرمجيات والمبرمج لكن لايحتاج ذلك. فصديقنا (مفكر) لديه مَلَكة الابداع فلن يحذوا حذوا غيره بل سوف يستقل طريقته الفريدة التي لايشوبها علم ولا تشوبها دراسة. هو ايضاً يؤمن أن الدراسة غير مفيدة لأن ستيف جوبز، مارك زوكربيرغ و بيل غيتس تركوا الدراسة.
2- هل تعتقد أنك مبرمج لديك القدر الكافي من العلم ؟
هو مبرمج قوي جداً و محترف فقد تعلم كيف يكتب صنف (Class) احترافي ولكن لضروف فكرية وقناعاتيّة، قرر أن لايستخدم البرمجة الكائنية لأنها تبدوا له معقدة ويستطيع البرمجة بدونها.
3- ألا تحتاج الى مصمم ؟
لديه نسخه مقرصنة طويلة الأجل من برنامج Adobe Photoshop وذلك يكفي أن يقوم بتصميم شعار ملائم. ويصمم البرنامج بأكمله كذلك. فكل شخص يستطيع أن يصمم لاداعِ للهواية أو لقراءة كتاب! فهو قبل أن يكون مبرمج كان مصمم. كان مشرف قسم تصميم التواقيع في احد المنتديات. والتصميم جداً سهل اصلاً.
4- هل لديك خبرة بالتسويق ؟
لايحتاج ان يدرس التسويق هو مقتنع ان التسويق فطرة، ليس أكثر من نشر الموقع للاصدقاء وفي الشبكات الاجتماعية. مهما ساء الامر يستطيع التسجيل بحسابات وإيهام الناس ان الخدمة التي يقدمها يحبونها الكثير. لماذا الناس يجعلون الأمور معقدة أكثر من ما تبدوا عليه. التسويق سهل وبالفطرة، أليس كذلك!
5- مدير ؟ الا تحتاج مدير ايضاً ؟
حسناً هو مقتنع أيضاً أن الادارة فطرة ولا يؤمن بعلم التسويق ولا الادارة. وهناك ايضاً دليل على نجاحه كمدير، عندما كان يدير قسم التصميم في المنتدى الذي تم اغلاقة قبل سنة. حينها كان افضل قسم في المنتدى هو قسم تصميم التواقيع والأنشط كذلك. وهذا بفضل الله ثم كونه مدير ذلك القسم.
6- هل أنت متأكد انك لاتحتاج شريك، ممول، مستثمر ... الخ ؟
لايملك المال الكافِ ومع ذلك طموحه أقوى من أن يكون له شريك يشاركه بملايين الدولارات التي يربحها او ربما المليارات بعدما تخطط شركة Google على الاستحواذ على شركته. أصلاً ماذا يحتاج المشروع ؟ لايحتاج شيئاً، إلا اذا كان مشروعاً على الويب فلا أكثر من قيمة نطاق واستضافة مشتركة.
يبداء صديقنا الرائع مفكر ذو الوظائف المتعددة، بتصميم قاعدة البيانات وتصميم النماذج والشعار ويستشير المثبطين بفكرته العظيمة، وقد لايستشير الجميع حتى لاتسرق الفكرة. لأن البرمجة بعدما ظهرت على حقيقتها بسيطة، ويستطيع أي شخص تعلمها وتطبيق فكرته. وتساوي الفكرة في نظره كل طاقته، ولا يريد أن تضيع كل طاقته هباء. يصرف مفكر أقل من مئة دولار لشراء نطاق واستضافة مشتركة بعد برمجة وتصميم يبعد عنها أي مستخدم لخلوّها من ما يميز تجربة المستخدم وشكل نهائي يصيب المستخدم بالملل. حينها لايشك أن الفكرة، التصميم أو البرمجة سيئين لكنه يدرك ان التسويق أمر مهم. فينشئ حسابات في شبكات التواصل الاجتماعي، ينادي الناس، اصدقاءه، أهله، الجميع هم فئه مستهدفة بلا استثناء. وينزعجون اصدقاءه ومتابعينه بالشبكات من تكرار اعلاناته التي تبدوا كا الرجاء البارد. بعدما يمضي اسبوع يدرك ان هناك خللاً ما، ولكن ليس في عمله! إنما الناس سفهاء ويحبون التقليد ولا يشجعون المبدع. ويلقي التهم على مجتمعه الذي لايدعمه، بلده، البلدان التي تحد بلده والعالم بأكمله.
كتبت هذه القصة بغاية التوضيح لأصدقائنا المفكرين أمور بسيطة من وجهة نظري ألخصها هنا:
1- البرمجة ليست كل شيء. هي فعلاً سهلة وتستطيع عمل أكثر من أن تكون مبرمج! ولكن ليس كل شيء.
2- القرصنة أنتهاك حقوق غيرك، فإذا رغبت النجاح لاتنتهك حقوق غيرك، حتى لاينتهك الفشل حقوقك في النجاح (وجهة نظر).
3- تنمية المهارات أهم من إطلاق مشروع.
4- الفكرة لاتساوي شيئاً.
5- أصدق مع نفسك وكن واقعياً. النجاح ليس مستحيلاً، يسع الجميع ولكن ليس سهلاً حتى وإن كانت البرمجة سهلة.
6- لاتسب العرب، ولا تسب مجتمعك، ولا تستنقصهم. العرب كالمجتمعات الاخرى بهم أجلّاء كرام وبهم المجرمين والسيئين. ولكن مشروعك لايحل مشكلة أو يستوفي متطلبات مجتمعك.
7- الاستهانة بالعلم: أساس الجهل.
ألمجال لك الآن عزيزي القارئ! ماذا تود أن تقول لمفكّر ؟
التعليقات