أحد أكثر المشاعر التي تقتلني كـ"مؤسس" في شركة ناشئة، هي أني لا أملك عشرة أذرع وعشرة عقول.
أقضي يومي أتنقل بين القبعات: اليوم أنا مسوّق، غدًا كاتب محتوى، بعد غد رجل مبيعات، وأحيانًا مسؤول دعم فني.. وكل هذا بينما شريكي "محمد" يقاتل في جبهة البرمجة والتطوير. هذا التشتت يجعلك تشعر أنك تتقدم ببطء شديد، وتتمنى لو كان لديك جيش صغير من المساعدين لتنفيذ كل الأفكار والمهام التي في رأسك.
لهذا السبب، توقفت طويلاً عندما قرأت مؤخرًا إعلانًا من Y Combinator، التي تعتبر بمثابة "جامعة هارفارد" للشركات الناشئة ومنصة انطلاق لعمالقة مثل Airbnb وDropbox. في قائمة طلباتهم للأفكار الجديدة، أعلنوا بوضوح أن "2025 هو عام وكلاء الذكاء الاصطناعي (AI Agents)".
علينا أن نفهم أنهم لا يتحدثون عن مجرد "شات بوت" محسن. الفكرة هنا أعمق بكثير. "وكيل الذكاء الاصطناعي" هو ليس مجرد مساعد يجيب على أسئلتك، بل هو نظام ينفذ المهام نيابة عنك.
- شات جي بي تي تعطيه أمرًا فيكتب لك خطة تسويق.
- وكيل الذكاء الاصطناعي تعطيه أمرًا فيأخذ الخطة، ويبدأ في تصميم الإعلانات، وجدولة المنشورات على فيسبوك، والتواصل مع المؤثرين.. كل ذلك بشكل مستقل. (بخطة معدة مسبقا وخطوات دقيقة جدا)
هذا ليس خيالًا علميًا، بل هو ما يراهن عليه كبار المستثمرين الآن. أفكر في esooq: ماذا لو كان لدينا "وكيل" يقوم بتسجيل التجار الجدد، وآخر يجيب على استفساراتهم الأولية، وثالث يراقب أسعار المنافسين ويرسل لنا تقريرًا يوميًا؟ يمكننا أن نختصر شهورًا من العمل!
(المصدر: ورد هذا التوجه بوضوح شديد ضمن قائمة "طلب أفكار للشركات الناشئة" أو (RFS) التي نشرتها مسرعة Y Combinator )
هذا الخبر الضخم يضعنا نحن رواد الأعمال، خاصة في المنطقة العربية، أمام مفترق طرق حقيقي:
برأيكم، هل نحن على وشك ثورة جديدة، يمكن فيها لمؤسس أو اثنين بناء شركة عملاقة بقدرات كانت تحتاج في السابق لفريق من 50 موظفًا؟ والأهم: كيف يمكننا الاستعداد لهذه الموجة حتى لا نتخلف عن الركب العالمي مرة أخرى؟
التعليقات