المسمار الذي يخرج من مكانه يتلقى ضربات المطرقة سريعا" مثل ياباني

قد يقول أحدهم رأيه بصراحة ويواجه وقد يتوافق مع الجماعة أو يلتزم الصمت، أما مسألة التوافق ربما يكون لديها ميزات على المدى القصير، لكن قد تكون مخاطرها جسيمة على المدى البعيد خصوصا إذا كانت مسايرة سلبية وكما أن تكرار الأمر يوما بعد يوم وشهرا بعد شهر وسنة بعد سنة يجعل المرأ يتوحد مع ذلك الدور الذي يلعبه.

أتذكر في أول أيام عملي وجه لي المدير آنذاك نصيحة لم أفهمها جيدا في البداية، كوني خريج جديد والتعليم الأكاديمي لم يحضرنا لمثل هذه الأمور حيث نصحني قائلا أن ما ستراه من مظاهر داخل المؤسسة سيبدو لك غير مقبول في البداية لكن تذكر أن العمال هنا قد اعتادوا على ذلك الأمر كونهم يتعاملون معه يوميا لسنوت عدة وهم يرون أن تلك الأمور مسلم بها. وكون منصب العمل ذلك جديد في المؤسسة وجدت مقاومة كبيرة من اجل القيام بمهامي كمسؤول وقاية وأمن صناعي ، ما أضطرني في النهاية لمغادرة منصب العمل لأتوجه لمؤسسة أخرى أكثر تنظيما.

"إن الديون تنزع الشجاعة من قلوب الناس" بام وولش

راتبك الشهري والامتيازات التي تحصل عليها بل وحتى مشروعك الخاص يمكن أن تجعلك عبدا لقرارات لا تتلاءم ومبادؤك وفكرة كالإقالة لموظف من منصب العمل أو الاستبعاد أو خسارة المشروع لرائد أعمال قد يضطر هذا الاخير إلى مخالفة معتقداته أكان ذلك بالقول أو بالفعل مبررا ذلك بالحاجة لدفع الدين الذي عليه من تامين صحي، منزل بالاقساط ، الأموال المستثمرة، وكون المرء مدين يجعله يتنازل عن بعض مبادئه وقد تصل بأحدهم إلى تقبل السخرية من مرؤوسيه وزملائه حيث لا يمكن الرد بالحقيقة بل بما هو متوقع أو الصمت.

"عندما نسعى إلى التوافق فإننا نتبنى أجندة الآخرين" ميتي نورجارد من كتاب البط الدميم يذهب إلى العمل

ولكن عندما تكون حرا ولا أقصد الحرية المطلقة بل حرا من تلك الديون، الخوف من فقدان المكانة ، الإرتباط بالتزامات التي تجعلك مكبلا، فالتخلص منها والعمل على تقوية مهاراتك التي تمكنك من العمل في أي مكان يتوافق وقدراتك حينها يمكنك التعبير عن رأيك (لكن بحساب) .

قد يخرج الدور الذي يلعبه شخص ما عن حدوده بل يستولي عليه حتى يصير مصدر هويته الرئيس وهذه رسالة إلى الأشخاص الذين يشغلون مناصب رئيسية في المؤسسة والذين قد تتم دعوتهم باستمرار إلى المناسبات ومناداتهم بالألقاب، فلا تصبهم الدهشة ولا ينتابهم الحزن عندما يتوقف ذلك بعد مغادرتهم لذلك المنصب فهناك احتمالية كبيرة إذا لم تكن أكيدة أن تلك الدعوات لم تكن لشخصهم بل لذلك المنصب.

إن التنازلات التي تقدمها، والقرارات التي تتخذها بناءا على مبادئك الراسخة هي ما بصنع شخصيتك الحالية لذلك:

متى تقول رأيك بصراحة ومتى تقول المتوقع أو تلتزم الصمت؟