عادة في ريادة الأعمال، والحياة بشكل عام، نخشى من أن نتّخذ قرارًا خاطئًا لما نتكلّفه من تبعات، لكن الذي يُخيفنا أكثر هو السكون.

مع الحركة والتطوّر المستمر الذي يشهده عالم الأعمال، قد يكون من المُغري دائمًا أن نسعى لمواكبة هذه الحركة. لدينا انحياز للحركة، ونعتقد أنّها أفضل من السكون دائمًا.

لكن ماذا لو كان السكون هو الحلّ الصحيح؟

أخبرتنا دراسة مثيرة عن حُرّاس ضربات الجزاء في الدوريات العالمية، أن الحُرّاس يملكون أفضل الفرص لصدِّ الضربة إذا بقوا في المنتصف، لكن مع ذلك، تجدهم دائمًا يختارون جهة من الجهات بنسبة تقارب الـ 94%

تمعّن الصورة...

كان الحرّاس أقدَر على صدّ ضربات الجزاء لو بقوا في المنتصف.

من يطير إلى اليمين كان يصدّ الضربات بنسبة 12.6% فقط.

من يطير إلى اليسار صدَّ 14.2% من الضربات.

والساكن في المنتصف كان يستطيع أن يصدّ 33.3% من الضربات.

يستطيع الحارس أن يصدّ الضربة في المنتصف، إضافة التي تكون منحرفة قليلًا إلى اليمين أو اليسار.

في الحقيقة هذه الدراسة لا تُخبرنا أنّنا سنكون أفضل لو كنّا ساكنين في قراراتنا، لا توجد دراسة بمثل هذا الإدّعاء الكاذب. لكنّها تخبرنا بأمر مهم آخر.

حُرّاس المرمى كانوا يطيرون إلى جهة من الجهات رغم أنّ الاحصائيات لا تدعم اختيار جهة.

السبب في ذلك بحسب استنتاج الدراسة هو الإنحياز لإتخاذ قرار بدلًا من السكون. ما أراد أن يقوله باحثي الدراسة وخجلوا بسبب اللهجة الأكاديمية هو الآتي:

الحارس كان يقول لنفسه، لو بقيتُ ساكنًا ودخل الهدف فيَّ، منظري سيبدو مُحرجًا!

وإذا طرتُ لجهة، ومع ذلك كان قراري خاطئًا، سيكون عادي وطبيعي! هذا حال ركلات الجزاء.

هذا هو الإنحياز الذي كان عند 94% من الحرّاس!

طبعًا أمر مهم استشفّه من الدراسة، وهو أنّ الحراس جميعًا لو بقوا ساكنين، لحثَّ هذا منفّذي الركلات على تسديدها على أحد الجهات، ولتبعثرت أرقام هذه الدراسة.