اسمي زاكي أعمل كمبرمج في إحدى أكبر الشركات في منطقتنا، لقد قمنا بنشر تحديث برمجي جديد لأحد المنتجات الرئيسية للشركة دون إجراء اختبارات كافية. نتيجة لذلك، واجهت الشركة انقطاعات وأخطاء في النظام مما تسبب في شكاوى من العملاء وتكاليف إضافية لإصلاح المشاكل.

ضننت أنها النهاية، وهذا الرعب يصيب كل موظف يتم استدعاؤه من قبل أحد المسؤولين بعد حدوث مشكلة.

بعد السلام بدأ الأستاذ باسم حديثه ب: أنا أدرك أنك كنت تحاول إطلاق التحديث في أسرع وقت ممكن، ولكن المشاكل التي نتجت عن ذلك قد أحدثت إرباكًا كبيرًا لعملائنا وقد تكلفتنا الكثير من الوقت والمال لمعالجتها.

علمت أن قرار طردي من المؤسسة كان وشيكا وما كان مني إلا أن اقول :

أنا أشعر بالذنب حقًا على ما حدث. أدرك أنني لم أقم بإجراء الاختبارات الكافية قبل النشر وأن ذلك تسبب في مشاكل كبيرة للعملاء وللشركة. كان علي أن أكون أكثر حذرًا وحرصاً، لقد تعلمت درسًا قيّمًا من هذه التجربة وسأتأكد من عدم تكرارها( وانا احدث نفسي ومتى ستسنح لي الفرصة لتكرارها)

ليكون رده بطريقة أكثر لطفا:

في المستقبل، من المهم أن نضع إجراءات أكثر صرامة لاختبار التحديثات قبل طرحها للعملاء. هل لديك أي اقتراحات حول كيفية تحسين العملية بحيث لا نواجه مشاكل مماثلة مرة أخرى؟"

لم أتوقع أن يطلب مني إقتراح، المسؤولون قبله كانوا يتعاملون مع هذه الأخطاء بصرامة بل وصلت إلى طرد بعض الموظفين، هذه الوظيفة مهمة حاليا لي ولا يمكنني خسارتها، وكوني في فريق إتكالي، وضيق الوقت للعمل على المشروع، السرعة كانت عامل رئيسي، أعتقد أن باسم أدرك السبب، كان يمكنه جعلي كبش فداء لتبرير فشل التحديث، بالرغم أن اختبار التحديثات كانت مطلوبة من مبرمج آخر، لكنه يملك حصانة لعدم العمل وانتم تفهمون، ما اضطرني لإطلاق التحديثات مع مراجعة سطحية ودون الرجوع إليه ، لكن طريقة رد باسم المتعاطفة والبناءة، جعلتني افكر كثيرا، لم اشعر أن من يتحدث معي هو أحد المسؤولين في هذه المؤسسة ، تمهلت قليلا وفكرت مليا لأقوم برد مناسب: ساعمل على الأمر بسرعة.

ليرد علي بشكل أسرع: التسرع هم من كان السبب في المقام الأول، سنعلق عمل التطبيق لمدة يوم ونعلم عملاؤنا بذلك، وقد راجعت الخطأ واصلحت معظمه، بقي التصميم بمكن معالجته واختباره في مدة قصيرة هل سمعت بقول ونستن تشرشل لسائقه لا تسرع لا اريد أن أتأخر.

لا ادري هل أنا من إعتذر أم هو من اعتذر، طلب مني إقتراح واعطاني الحل في نفس الوقت، كما قام بجزء كبير منه، هل يعقل ذلك، يبدو أن هناك بعض من يشرب ترياق النقاء في بيئة العمل السامة هذه.

بعد هذه الحادثة بشهرين بلغني خبر استقالة باسم، في الواقع انا مندهش وغير مندهش في نفس الوقت، فذلك المنصب يتناقله كثيرون، لم يتجاوز تواجده السنة وظهرت بعض التغيرات الإيجابية لا يمكننا القول انها كبيرة لكنها نقطة تغيير، لقد كان لديه منصب قيادي وراتب ممتاز يحلم به اي شخص، أعلم أنني أعمل في هذه الشركة لسنوات عدة دون الحصول على ترقية واحدة بالرغم من وجود اشخاص بعدي حصلوا على عدة ترقيات،

مهمة مستحيلة قد تكون ممكنة

كيف يمكننا تحسين سياسة العمل القائم وليس المكتوب داخل المؤسسة؟

بمعنى تطبيق ما على الورق على أرض الواقع