كمدير أنا مقتنع بأن التخطيط الاستراتيجي يعتبر بمثابة خريطة طريق للمنظمة، فهو يحدد الهدف الرئيسي الذي سوف يسعي الجميع لتحقيقه، وهو أيضاً يجعل عملية اتخاذ القرارات أسهل في المنظمة، لأنه يكون بمثابة المسطرة التي يقاس عليها أي قرار قبل اتخاذه، وهو يساعد أيضاً في تخصص الموارد لأن المنظمة سوف توجه الموارد نحو الأنشطة التي سوف تساهم في تحقيق الخطة الاستراتيجية الموضوعة.

وعلى الرغم من أهميته فأنا لا أعرف كيفية الموازنة بين التخطيط الاستراتيجي طويل الأجل والتخطيط قصير الأجل، وفشلي في تحقيق هذا التوازن يرجع إلى إنني تحت ضغوط من مجلس الإدارة ومن المساهمين لتحقيق نتائج فورية، وهذا بالإضافة إلى الأزمات المفاجئة التي تحدث باستمرار وتأخذ كل وقتي، وبالطبع بيئة الأعمال المتغيرة، فمن مثلاً كان يتوقع منذ خمس سنوات أن يحدث كورونا ويحدث إغلاق علي مستوى العالم ثم بعدها تحدث ثورة في عالم الذكاء الاصطناعي، فأي خطة استراتيجية قد وضعتها منذ خمس سنوات فشلت بسبب تلك المتغيرات السابق ذكرها والتي لم أذكرها.

والسؤال هو كيف أقوم بتحقيق هذا التوازن المنشود لأني كمدير أشعر أنني رد فعل للسوق، فأنا أريد أن يكون لي رؤية واضحة وهدف أكبر أسعي إلى تحقيقه، وأريد أيضاً في نفس الوقت العبور من الأزمات اليومية وتحقيق الأهداف التشغيلية بنجاح؟