لا أعدّ نفسي صديقةً للبيئة ولا معاديةً لها : إنّني أقف في المنتصف، لا أريد أن أتسبّب بأي أذًى لها ولكنني لستُ من أولئك الذين يضعونها أوّلًا. وأمّا بخصوص النّاحية الاجتماعيّة فتلك حكاية أخرى. إنها الغاية الأساسية والهدف من كل نشاط اقتصادي.
عندما بحتُ بأفكاري هذه لأحد الأصدقاء كان ردّه أنّ هذا التفكير ما هو إلّا شكل من أشكال الأنانيّة، فلما أضع الإنسان أوّلًا والبيئة آخرًِا؟ والآن سأخبركم بالسبب.
أسّستُ منذ مدّة مشروعًا صغيرًا في مجال الكتب، مشروعًا قائمًا على شراء الكتب المستعملة وإعادة بيعها بسعرٍ زهيد. وقد لاقى مشروعي نجاحًا في المنطقة نظرًا لإتاحته الفرصة لأصحاب الميزانيّات المحدودة بالحصول على الكتب مقابل سعرٍ محدود. ومن ناحية أخرى، صار هناك حركة أكبر في السوق المحلّي لدينا لناحية شراء كتب وروايات جديدة من قبل الزبائن بما أنّ إمكانيّة إعادة بيعها صارت متاحة بعد الانتهاء منها. وبعد مشروعي تتالت المشاريع الأخرى المماثلة والقائمة على نفس الفكرة وهو ما حفّز سوق الكتب والورقيّات في المنطقة.
إلّا أنّ أنصار البيئة ليسوا براضيين عن مشروعي ومشاريع الآخرين بما أنّنا نتسبّب بقطع الشجر للحصول على الورقيّات. هم يريدوننا أن نستخدم بدائل أكثر آمانًا للبيئة ولكن هذه البدائل تحمل تكلفةً أكبر للمشاريع وقد تصل حدّ الخسارة.
وأمّا بالنسبة للإنسان والمجتمع فإنّهما يأتيان أوّلًا، فقد وضعت برؤية مشروعي الخاصّة أنّني أهدف إلى بناء شريحة أكبر من القرّاء ، وهو هدف لا يقل شأنًا عن الربحيّة بالنسبة لي ويسمّى بالمسؤولية الاجتماعية للشركات Corporate Social Responsibility CSR.
وأنتم ماذا عنكم، هل تروون أنّ الأثر البيئي والاجتماعي للمشاريع شرطان لا بدّ من توفرهما في المشاريع؟ أم يمكن غض النّظر عن واحدة منهما ؟
التعليقات