يقول المثل" لا تكن شمعة تحترق من أجل الآخرين". وأنا أقول لا تكن شمعة تحترق من أجل عملك". نعم، أعني ذلك بحاذفيره! أخبرتنا عادات أهلنا أنّ كل شيء يهون من أجل العمل، حتّى صحّتنا وأرواحنا وكلّنا. لا زلت أتذكّر عندما كان جدّي يذهب إلى الأرض من الساعة السادسة صباحًا ليحرث الأرض ويعود في الخامسة مساءً في الشّتاء والسابعة مساءً في الصّيف. حياة خاصّة؟ لا وجود لها ولا داعي لها. يكفي أن تكون الأرض سعيدة لتعطي محاصيل وفيرة.

نعود إلى الآن، أي إلى الزمن الأكثر تعقيدًا في التاريخ، زمنٍ كثُرت الأعمال فيه وازدادت المهام المطلوب منّا إنجازها. فهل سأعمل كجدّي وعمّي وجاري وصديقي ورفيقي من القارّة الأخرى لدرجة الاحتراق؟ بالطبع لا. إلّا أنّ لصديقتي رأي آخر . فإليكم رأيي ورأيها.

رأيي: سأخبركم الآن قصّةً صغيرة عن مؤسّسة الHuffington Post أريانا هافينغتون وهي رائدة أعمال معروفة. فبعد اختبار أريانا للاحتراق الوظيفي والإرهاق المزمن ، اكتشفت أهميّة الموازنة بين الحياة الخاصّة والعمل وصارت مناصِرةً لوضع الصحة النفسيّة كأولويّة وألّفت كتبًا لهذه الغاية. فما هي الأمور التي تحدّثت أريانا عن ضرورة الاهتمام بها إلى جانب العمل؟ النّوم والتفكّر والابتعاد عن التكنولوجيا.

رأي صديقتي: وماذا عن ستيف جوبز فقد نجح جوبز وهو أحد أبرز رائدي الأعمال الناجحين، في وضع اعتبارات العمل فوق حياته الخاصّة وفوق أي أولويّة أخرى. وكان معروفًا بعمله لساعات متأخرّة من الليل لإنجاز المشاريع وسعيه وراء الكمال في عمله من خلال الانتباه لأدق التفاصيل. وأمّا الأهم فقد واجه جوبز معركته مع السّرطان مع كامل إصراره على العمل ورفض العلاجات التي قد تتعارض مع عمله.

بعد عرض رأيي ورأي صديقتي، ما هو رأيكم حول الأمر؟ هل علينا كروّاد أعمال أن نضحّي بحياتنا الشخصية من أجل العمل وبناء سمعتنا؟ أم علينا منذ البداية أن نوازي بين العمل والحياة الشخصية؟