حضرت عدة معارض وصالونات للمقاولاتية وريادة الأعمال في الجزائر، خاصة في هذا الصيف المنصرم، قابلت أحد المقاولين وكان يلح كثيرا في كلامه على أهمية إستغلال التغيرات الحاصلة والتي قد تحدث في بيئة المقاولاتية لصالح رائد الأعمال وزيادة حصته في السوق، فبحكم أني شاب استغليت الفرصة لطرح سؤال وجيه حول سبل المنافسة في ظل التنافس الكبير في السوق حاليا، أغلب الإجابات لم تقنعني صراحة لأنها لا تستند على دلائل واقعية وتكتفي بالتحفيز فقط لذلك اعتبرتها غير منطقية، باستثناء أحد الردود في ذلك الملتقى الذي أشار إلى نقطة المخاطرة ودورها في المنافسة وتعزيز القدرة التنافسية لدى رائد الأعمال فتم ذكر مثال حول رؤية Steve Jobs في آبل حول المخاطرة والابتكار حيث حققت ثورة في عالم التكنولوجيا بإطلاق منتجات ثورية ك iPhone و iPad مثلا، فبامتلاكي لهاته المهارات أرى بأنه يمكنني المنافسة على مكان في السوق المقاولاتي فاليوم مثلا لولا شجاعة إلون ماسك ومخاطرته وطموحه بأن تصبح شركته رائدة في مجال السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة لما وصلت لما هي عليه اليوم! ما رأيكم وهل توجد مهارات أخرى ترتقي برائد الأعمال؟ هل حقا برأيكم القدرة التنافسية والمخاطرة تساهم في محافظة رائد الأعمال على موقعه الديناميكي في سوق الأعمال وتعززه؟
امتلاك رجال الأعمال لمهارة المخاطرة والقدرة التنافسية سر محافظتهم على مواقعهم في البيئات الديناميكة. ما رأيكم في ذلك؟
بصراحة، أنا أرى أن مهارات المخاطرة والابتكار هي مهمة جداً لرواد الأعمال، لأنها تمكنهم من اكتشاف فرص جديدة وإنشاء منتجات مبتكرة تلبي حاجات السوق. فمثلاً، إلون ماسك هو رائد أعمال مخاطر ومبتكر، فقد استطاع أن يحقق نجاحات باهرة في مجالات مختلفة مثل السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة والفضاء وغيرها. وهذا يدل على أنه يملك رؤية ثاقبة وشجاعة كبيرة في تحويل أفكاره إلى واقع.
ولكن هذا لا يعني أن هذه المهارات كافية لرواد الأعمال، فهناك مهارات أخرى ضرورية لإدارة الأعمال بفعالية، مثل مهارات التواصل والتفكير النقدي والتعلم المستمر. فالتواصل يساعد على بناء علاقات قوية مع العملاء والشركاء والمستثمرين، والتفكير النقدي يساعد على اتخاذ قرارات صائبة ومبررة، والتعلم المستمر يساعد على التطور والتحديث باستمرار. فلا يكفي أن يكون رائد الأعمال مبدعًا فقط، بل يجب أن يكون قادرًا على تسويق إبداعه وتطبيقه وتحسينه.
أرى أن بعد النظر مهم ايضا .. ان يكون يتوقع ظروف السوق المستقبلية وظهور المنافسين الجدد واو تقنيات جديدة تؤثر على منتجي .. فأن يكون استباقيا ويسبق الجميع بخطوة أمر هام للغاية ومن أهم الصفات الى يجب ان يتمتع بها رائد الاعمال بالاضافه الى ما سبق و ذكرته.
أجل فالاستباقية في عالم الأعمال هي صفة مهمة جدا وعلى رائد الأعمال أن يكون حذرا ويتوقع التحديات المستقبلية، ويبحث عن فرص جديدة ويتابع التقنيات الجديدة والتطورات في السوق. إلى جانب ذلك، يجب عليه أيضا الاستفادة من المعلومات والبيانات المتاحة له لاتخاذ قرارات مستنيرة ومنافسة بفعالية وإلا برأيي قد يتعرض لأزمات معينة.
بالإضافة إلى المغامرة فإنّ التفكير خارج الصندوق هي إحدى أهم المهارات التي على رائد الأعمال امتلاكها. ففي الوقت الذي قد يظهر فيه الجميع أسلوب تفكير نمطي في حل المشكلات على رائد الأعمال أن يمتلك البصيرة لكيفية حل المشكلة بطريقة إبداعية ومثمرة. وأمّا السمة الأخرى التي لا تقل شأنًا فهي القدرة على التكيف وعدم اعتماد المقاومة لمواجهة الأزمات. فالمقاومة تعني وضع الرأس في التراب كما الناعمة عوض مواجهة التحديات الخارجيةوأمّا التكيف فيعني أن أخلق من الظروف المحيطة ما يلائمني وهو أمر على رائد الأعمال امتلاكه. بالإضافة إلى ذلك فعلى رائد الأعمال أن يمتلك مهارات القيادة وما يتبعها من سمات مثل القدرة على التأثير وامتلاك الرؤيةوإلا يصبح موظف كمثل أي موظف آخر.
المخاطرة لا تلعب اي دور في ريادة الاعمال ، بل دراسة السوق واقتناص انصاف الفرص وفهم توجهات السوق هي من تساهم في تقوية أستثماراتك.
المخاطرة هي مثل المقامرة والمغامرة وعالم الاعمال لا يسير عشوائيا بل هو يدرس وهناك معايير يسير فيها وعليها ويمكنك التنبؤ بها.
بدون القدرة التنافسية برأيي لا يوجد رائد أعمال أصلاً، كل خطوة يقومها رائد الأعمال تحتاج إلى هذه القدرة وهذا ليس كلام أبداً نظري فقط، بل كلام عملي أيضاً، يمكنك أن تعدّ معي ما يلزمه قدرة تنافسية ولا يمكن الاستغناء عنه، هل يمكنه إطلاق منتجات وخدمات جديدة؟ بالتأكيد إذا لم يكن لديه هذه القدرة: لا. هل يمكنه أن يقوم بالتوسع في أسواق جديدة؟ أيضاً بالتأكيد لا لن يستطيع القيام بذلك، ممتاز. هل يستطيع أن يقوم باكتساب المنافسين؟ أيضاً لا.
الشراكة مع شركات أخرى؟ يستحيل عليه ذلك، سيظل يشعر بالخوف، مع أنّ هذا النوع من الشراكات يمكن لرجال الأعمال الراغبين في الشراكة مع شركات أخرى توسيع نطاق وصولهم وتقديم قيمة أكبر لعملائهم.وأخيراً هل سيتجرأ على استخدام التقنيات الثورية؟ لا طبعاً، إذا رجل أعمال أو رائد أعمال بالذات بلا قدرات تنافسية لا شيء تماماً برأيي، اسم وبريستيج فقط.
من الواضح أن أهمية القدرة التنافسية في نجاح رواد الأعمال مهمة للغاية، فالقدرة على الابتكار والتفوق في السوق هي بالفعل عناصر مهمة لتحقيق النجاح في عالم ريادة الأعمال. لكن برأيك إذا كان لدى رائد الأعمال قدرات تنافسية قوية، ألن يكون لديه فرصة أفضل لإطلاق منتجات وخدمات جديدة، والتوسع في أسواق جديدة، والتعاون مع شركات أخرى، واستخدام التقنيات الثورية للنمو؟
. لكن برأيك إذا كان لدى رائد الأعمال قدرات تنافسية قوي
أعتقد أنّ هناك خطأ في الكتابة غير مقصود من حضرتك، وهنا تقصد حضرتك إذا لم يكن لدى رائد الأعمال قدرات تنافسية؟ أليس كذلك؟ بالعموم إذا كان هذا ما تقصده فجوابي هو طبعاً، بكل تأكيد، لا يمكنه أن يقوم بذلك كله، شرط أي تطوّر وتطوير في حياة رائد الأعمال هو القدرة التنافسية، وبالمناسبة هذا الفرق أصلاً بين رائد الأعمال ورجل الأعمال، رجل الأعمال تقليدي يتكسّب من أفكار معروفة ومضمونة الربح أو معروفة بطريقة الخسارة، لا جديد فيما يقوم به على عكس رائد الأعمال.
التعليقات