لدى الحديث عن الماضي الجميل في عالم التسويق، لا يسعني إلا أن أذكر ما حصل في العام 2005 أي عندما فشلت شركة سوني فشلا ذريعا في إعلانها الترويجي لل PlayStation قبل فترة الأعياد. قام إعلان سوني على الرسم الجرافيتي على الأبنية في أحياء فيلادلفيا ونيويورك وسان فرانسيسكو والذي يظهر شخصيات كرتونية وهي تقود مزلاجا على شكل PlayStation. لدى اطلاعنا على التفاصيل سنجد أن لا شيء مثير للربية أو أقله لم يتعرض الإعلان لما هو منافي للأخلاق والمثل. فهدف الإعلان كان جذب انتباه المراهقين بأسلوب يجمع بين الماضي والحاضر نظرا لأن فكرة الرسم الجرافيتي تعد جزءا من إرث وثقافة سكان تلك الأحياء.

إلا أن الإعلان تحول إلى كارثة حقيقية حيث تمت مطالبة الشركة بإزالة الإعلانات تحت طائلة ملاحقتها قانونيا وإلزامها دفع غرامة مالية ضخمة بسبب تعرض الإعلان لثقافة أحياء تلك المنطقة. ومن هنا فشلت سوني في إعادة عملائها إلى الماضي.

ومن جهة أخرى و بحسب الأبحاث والدراسات، فإن الأفراد يحتاجون إلى ما يعيدهم إلى ذلك الزمن الجميل على مبدأ أننا نشتاق إلى كل ما يصبح جزءا من ماضينا. إلا أن مشكلة التسويق بالحنين إلى الماضي أنه يستند على الماضي والماضي غالبا يعني ما راكمناه من ثقافة ومعرفة. ومن هنا فللماضي خصوصية يجب عدم المساس بها لدى استخدام هذا النوع من استراتيجيات التسويق . وأما المشكلة الأخرى أن هذا النوع من الإعلانات يستهدف فئات معينة من منطلق أنه قد لا ينال إعجاب الجميع.

إنطلاقا من هذه النقطة، كيف تروون استراتيجية التسويق من خلال العودة إلى الماضي؟ وهل هناك استراتيجية تسويقية جامعة (تشمل جميع فئات العملاء) أم أن الهدف هو جذب فئة معينة فقط؟