المثل 1: خلال مشاهدتي لأحد الأفلام الأجنبية لفتني مشهد غريب في مطعم يرتاده بطل الفيلم. فقد قام مدير الفرع بتقديم طبقة من الحلوى للزبون الغاضب وبدفع مبلغ مالي كبير نتيجة اكتشاف الزبون وجود قطعة من الزجاج في قطعة الدجاج (وقد كان الزبون من وضعها مسبقا في طبقه). وعلى الرغم من دراية المطعم أن الأمر الحاصل هو عملية ابتزاز، إلا أنهم فضلوا التكتم عن الأمر وترضية الزبون المحتال.

وحينها لم أجد بدا من أن أسأل نفسي عما يمكن أن تقوم به إدارة الشركات لتجنب هذا النوع من الابتزاز.إذ أنها في كل مرة يحصل فيها هذا الأمر تتكبد خسائر ملحوظة. فكيف كان بإمكان مدير المطعم أن يحل هذه العقدة بدون إحداث تشهير بالمطعم على يد الزبون الذي ابتز المطعم؟ هناك العديد من الحلول لهذا النوع من المشكلات وإحداها أن يحل المدير المشكلة بالوسائل الهادئة (مثل التحدث مع الزبون الغاضب ومحاولة تهدئته) من ثم اللجوء إلى الأساليب القضائية لمقاضاة الزبون . ولكن كم هي الاحتمالات لفوز المطعم بالدعوى؟ لا أحد يعلم.

المثل 2: ومن جهة أخرى لو افترضنا أن أحد المطاعم تأخر ساعة عن تقديم وجبة الطعام وهو أمر حصل نتيجة عطل طارئ في الكهرباء وانقطاعها بالكامل عن المطبخ. فهل يعتذر عن أمر لم يخطأ فيه؟ أم يقول أن كل شيء كان صحيحا إلا أن المقصود لم يفهم نتيجة هذا العطل الطارئ؟

لربما هذه إحدى المعضلات التي تواجه إدارة الشركات وهي "إدارة الخطأ" حيث أنها قد تتعامل معه من خلال:

  • الاعتذار على خطأ لم ترتكبه لتجنب البلبلة وهو حل جيد إذ أنه يجنب الشركات من حملات التشهير العبثية. إلا أن نتائجه غير مضمونة
  • توضيح سوء الفهم ( نحن لسنا مخطئين ولكنك ما حدث أسيء فهمهه): وهو قد يحل مشكلة الخطأ ولكنه أيضا غير مضمون النتائج .

برأيكم، وفي المثل 1، كيف كان يمكن لمدير المطعم أن يحل المشكلة بدون الرضوخ لابتزاز العميل؟ وكيف يجب على الشركات أن تدير "الخطأ" غير المقصود (كما في حالة المثل الثاني)، أي هل تعتذر أم تقول أنه صح لم يفهمةمن المقصود؟