في بدايات طريقي المهني، وخلال فترة الصعوبات التي واجهتها مع الدراسة الأكاديميّة، كنتُ في حاجة إلى مصدر دخل. أيًّا كانت طبيعته واستقراره. وعليه، فقد عملتُ مع فريق إدخال البيانات في إحدى شركات خدمات التنقّل بالسيّارات عن طريق تطبيقات الهاتف.

كانت تجربة لطيفة إلى حدٍّ كبيرٍ رغم صعوبتها، فقد كان الكم الذي ألزِمتُ به كبيرًا مقارنةً بالسعر. لكنّني لم أمتلك حلولًا كافيةً وقتها. وعليه، فقد قبلتُ بالفرصة وضغط الفترة. لكنني في المقابل، تعرّفتُ على جانبٍ من إدخال البيانات لم يكن واضحًا لي على الإطلاق.

هل ندرك أهمّية إدخال البيانات بالنسبة للمشروعات الاستثماريّة فعلًا؟

عملتُ وقتها على تصميم قاعدة بيانات عن طريق Microsoft Office Excel. منحني المندوب مجموعة من الأوراق التي يؤيّد فيها موظّفز خدمة العملاء بيانات كلّ عميلٍ. وتشمل هذه البيانات كل ما يخطر على بال أيٍّ منّا. منها مثلًا:

  • الاسم بالكامل.
  • العنوان.
  • رقم الهاتف والبديل له إن وُجِد.
  • البريد الإلكتروني.
  • تاريخ الميلاد.
  • النوع.
  • التجربة التي خاضها مع الخدمة.

وتمثّلت كل هذه البيانات في عددٍ عملاقٍ من العملاء. وبعد فترة من الإرهاق والصمود أمام هذا الكم من التنفيذات، أدركتُ أن المسألة لا تتوقّف على الإطلاق على أشخاص يكتبون على لوحة المفاتيح بسرعة وشركات ترغب في الاحتفاظ ببيانات عملائها. الموضوع أكبر من هذا بكثير.

تعتمد فكرة إدخال البيانات على العديد من الضروريّات الاستثماريّة. إنها واحدة من البنود التي تساهم في التنبّؤ بالنقطة التي يوشك المشروع على الذهاب إليها. عن طريق إدخال البيانات، تستطيع الإدارة أن تتنبّأ بمستقبل مشروعها.

تمنحنا البيانات صورةً كاملةً عن مشروعنا في الوقت الحالي. ولا تكتفي بذلك فقط. وإنما يمتد الأمر إلى المزيد من المنافع الإداريّة والتسويقيّة. والتي من أبسطها مثلًا القدرة على التواصل مع أكبر عدد من العملاء.

ما هي المهام التي نغفلها حول مجال إدخال البيانات؟ ولو كنت صاحب مشروع، كيف ستعتمد على مدخلي بيانات محترفين بأعلى جودة وأنسب تكلفة؟