منذ فترة لجأت لي صديقتي تستشيرني في قضية تخص عملها وهي تعمل في إحدى شركات التأمين, لا زلت أذكر أول عبارة قالتها لي حينها " لقد استنزفني العمل ليلا ونهارا لدرجة أنني أشعر كما آلة بدون هوية لا إنتماء." كانت تتوق إلى أن تعرف رأيي فيما يخص ما يجب عمله حتى تحمي ما تبقى من ذاتها وثقتها المدمرة بنفسها. لكنني لم أملك الجواب الشافي فارتأيت أن أعمل أبحاثي وعلى ضوئها أنصحها بالواجب عمله. بعد ما قمت بالبحث عن اسم الحالة التي تعاني منها صديقتي تبين لي مع تطابق الأعراض، أن اسمها "الاحتراق الوظيفي" .
يعرف الاحتراق الوظيفي بأنه الإجهاد الذي ينجم عن العمل والذي يرافقه الإرهاق النفسي والجسدي والعاطفي حتى يصل إلى درجة فقدان تقدير الذات . إنها نفسها الحالة التي تعاني منها صديقتي بدون شك. وقد يكون بسبب ساعات العمل الطويلة أو تراكم الأعمال المطلوب إنجازها. وهنا صرت أبحث عن الحلول ووجدت أن إحداها تدخل القائد الذكي في العمل والذي يسعى إلى الحفاظ على إنتاجية الموظفين بشتى الوسائل (مثلا: تخفيف الدوام، تخفيض الأعمال الموكلة للموظفين، إعطاء حوافز,,,)
ولكن هنا خطر على بالي سؤال لم أجد له جواب، ففي ظل وجود قائد ناجح ومؤثر في الشركة، كيف لموظف أن يعاني أصلا من الإحتراق الوظيفي؟ أليست إحدى مهام القائد أن يحافظ على إنتاجية موظفيه و يمنع الموظف من الوصول إلى هذه الحالة؟
التعليقات