تعالوا نشمُّ كوبًا من القهوة ونتخيَّل هذا الحوار بين شخصين في وادي السيلكون:

- هييه! سمعتَ الأخبار الجديدة! سأفتح مطعمًا في السيلكون فالي، بارك لي!

(تبرير الراوي: الحياة الأجنبية ليس فيها خوف حسد وعين)

- عظيم! لعلَّك ستجني ثروة بهذا!

-أتمنّى ذلك! ماذا عنك؟ ما حالُ شركتك الصناعية، سنكون جيرانًا في وادي السيلكون!

-حسنًا، أنا لستُ بأفضل حال، نحن نعاني في الشركة مع التكاليف والمنافسة هنا. كل هذه الشركات التقنية الكبرى أخذت المساحة والمواهب، إنّهم يدفعون الأسعار إلى حدّ الجنون هنا! وهم لن يشتروا من صناعتي أصلًا فلا أستفاد، وهم يبيعون منتجاتهم لدول العالم المختلفة فيستفادون.

-لهفي عليك يا صاح! ربما عليك أن تتنقَّل لمكان آخر، حيث هناك طلب أكبر على المنتجات غير التقنية.

-صحيح! لكنِّي بين نارين، إنّه من الصعب جدًا أن أبدأ من جديد بعد كل هذه المسافة، والأصدقاء والعملاء والعائلة؟!

-أفهم! لكنّك مُصاب بمتلازمة وادي السيلكون، إمّا أن تتغيَّر أو تموت!

-صحيح! لكن لا أتفهّم لماذا علينا نحن الشركات غير التقنية أن نعاني بسبب الشركات التقنية!

متلازمة وادي السيلكون!

هذا كان تلخيصًا لواقع حال الشركات غير التقنية في وادي السيلكون، خصوصًا الشركات التي تبيع إلى منطقة خارجية بعيدًا عن الوادي (صناعات أو استشارات) هذه الشركات تعاني من إرتفاع الأسعار الذي تجلبه بيئة نجاح الشركات التقنية الكبيرة.

أمّا شركات للمطاعم أو الأسواق، فهي تلاقي نجاحًا كبيرًا في تلك المنطقة، لأنّها تبيع للناس المحليين.