في عملي السابق قرر المدير تغيير استراتيجية عمل الشركة كاملة والدخول في مجال جديد، مع العلم أنه يعمل على هذه الاستراتيجية منذ أكثر من 7 سنوات، بالطبع مع تطوير مستمر لتناسب احتياجات الشركة، لكنه بعد دراسة الموضوع اتخذ القرار. كنا في حالة تشكك وتوتر من احتمالية الفشل، إضافة إلى أنه سنقوم بمخاطرة كبيرة وخبرة الفريق في هذا المجال لم تكن كبيرة، وليس لدينا عملاء محتملين في هذا المجال. 

فقدنا الكثير من عملائنا وقلت الإيرادات في البداية، احتجنا إلى تعيين موظفين جُدد بمهارات عالية، وعقد دورات تدريبية للموظفين الحاليين، واستثمار في الموارد. لكن بعد سنة من تطبيق هذه الاستراتيجية والعمل في مجال جديد تضاعف الأرباح، وحصلنا على عدد عملاء كافي، وأيضًا عملاء محتملين.

أحد مقولات السياسي الأمريكي عزرا تافت بنسون: «أنت حر في الاختيار، لكنك لست حراً في تغيير عواقب قراراتك». 

عند التفكير في المدراء الناجحين نجد أن أفضل صفة يمتلكونها لتكون سبب نجاحهم هي القدرة على اتخاذ القرارات بشكل صحيح. كل قرار يتخذه المدير في الوقت الحاضر يؤثر على مستقبل الشركة. كل قرار اتخذه في الماضي هو ما جعل الشركة تصل إلى مكانتها الحالية. 

وهذا يضع المدراء في حيرة ومسؤولية كبيرة أثناء اتخاذ القرارات كبيرة، هل يقومون باتخاذ القرار الذي سيضع الشركة في موقع حرج في الوقت الحاضر ولكن سيعود بالنفع الكبير على الشركة في المستقبل أم يتخذون القرار الأسهل؟ 

فـ إذا فكرت شركة ما فقط في حل المشكلات قصيرة الأجل والقائمة، فسوف تصبح قديمة بسرعة وتفقد التوقيت المناسب لخلق النمو والإمكانيات الجديدة. ولكن إذا فكرت الشركة فقط في المدى الطويل لإنشاء منتجات جديدة وخدمات جديدة وعملاء جدد دون الحفاظ على المنتجات الحالية، فستفقد الشركة في النهاية كل المصداقية والأموال نظرًا لإنفاقها بشكل لا يمكن السيطرة عليه. لتكون الفكرة الرئيسية في هذه الحالة هي السيطرة.

على سياق القرارات، ماذا عنكم لو كنتم في مواقف مشابهة وحتى وتعين عليكم اتخاذ القرار ماذا ستختارون؟