قبل شهر تقريبًا وأثناء لقاء تدريبي؛ فوجئت أن أحد المتدربين يتعرض لثبات في حجم الأرباح، على الرغم من أن مشروعه ناجح مربح؛ إلا أن مبيعاته لا تزيد! ولأنه يتعلق بتربية الأغنام وتصنيع منتجاتها فهو محدود الكميات. وهنا بدأنا نحلل العمليات التي يقوم بها وكيف يمكننا زيادة حجم أرباحه؟! في هذه الأثناء أخبرني أنه يقوم بادخار الأموال وأنه كان سعيدًا جدًا حين استرد رأس المال الذي وضعه في مشروعه، و وجد أن تخبئة هذا المال أفضل من خسارته!

هذا التفكير بالنسبة لي مرفوض فأنا أميل للمغامرة والمخاطرة ولا أكترث لفكرة الإدخار ، وبالنسبة لمحمد فمشروعه ناجح واحتمال الخسارة بالنسبة له لا يتجاوز ال15% فلماذا يفكر بطريقة سلبية؟! ريادة الأعمال من أهم مجالات تنمية الاستثمارات السريعة وحصاد المال الوفير، صحيح أن هذا لن يتحقق إلا بعد جهد ودراسة للسوق واحتياجه، ومرور الوقت الكافي لجني النتائج المتطابقة مع الأهداف. إلا أنني أجد أغرب الأهداف التي يضعها رائد الأعمال، أن ينوي استرداد رأس ماله خلال فترة معينة؛ دون التفكير باستثمار هذا المال لتطوير مشروعه. 

كنت أعتقد أن هذا الهدف هو "مجازي" فقط، بمعنى أنه حقق النجاح المالي الذي يضاهي نفقاته؛ إلا أنه تبين أن هناك رواد أعمال يهدفون فعلاً لجني المال الذي يعوض ما تم دفعه كرأس مال تأسيسي للمشروع والعمل على إدخاره ثانيةً! وهذا تفكير بدائي جدًا لا يمكن الاعتداد به والاعتماد عليه فالمال ليس للإدخار وإنما للتفاعل.. 

و الهدف من المشاريع هو تنيمة المال وتطويره. ما الجدوى من 2000$ في البنك؟ هل سيكون هذا الخيار أفضل مثلاً؛ من شراء سلع يطلبها العملاء بشكل متكرر ويمكنها زيادة المبيعات والأرباح؟، أو اسثمار المال من أجل تقليل التكاليف؟ في المثال السابق كان "محمد" يدخر هذا المبلغ، لكننا اقترحنا عليه إنفاقه على تصنيع آلة تحول المخلفات الزراعية لأعلاف وهكذا تقل تكاليفه، وتزيد أرباحه.

 والجميل بالأمر! أنها ستزيد مبيعاته وأرباحه؛ من المنتج الجديد الذي يصنعه كبديل للأعلاف التجارية. و عند دراسة السوق اتضح أن هذه ال2000$ ستجعله يزيد صافي أرباحه آخر العام مقارنة بالعام الماضي بقيمة 200% 

 برأيكم كيف يمكننا موازنة خطواتنا واتخاذ القرار السليم؟ وهل أنت ممن يفضل ادخار المال عن استثماره خوفًا من خسارته؟