في عصر المال والاعمال والشركات ورؤس الاموال العربية فأنه قلة ما نجد مدراء يتحلون ببعض الصفات الادارية التي تدير عجلة الاقتصاد وتسيرها بما يعود بالنفع على جميع اطراف المعادلة الاقتصادية ، جمعت خمسة صفات من وجهة نظري :

كن صارماً :

ان انيطت بك مهمة الإدارة فأعلم أن كربان السفينة أنت من تحدد موعد اطلاق الاشرعة ووجهة المسير وأن من تحاسب أمام الله قبل الجميع على أي خطأ _ لا سمح الله _ ممكن أن يحدث ضرر في الجهة المخول بادارتها ، ولتسير السفينة وفق ما هو مسير لها فعليك أن تتمتع بقدر من الرصانة والصلابة والصرامة فالبساتين لا تحوي الورود فقط بل تحتوي الشوك ايضا وفي الحياة بشكل عام وسوق العمل بشكل خاص ستجد انماط مختلفة من الموظفين والعملاء وستتعامل طوعا مع الكثير من الشخصيات المستهترة التي لا ينبع منها الالتزام بشكل اصيل وربما الغير مستوية والتي تتطلب صرامة في التعامل وحزم لخلق جو من الانضباط والذي في حالات كثيرة يقود لتقويم الشخصية خصوصا لدي العاملين لديك .

(لا توجد رياح مواتية لسفينة بلا وجهة .. هذا هو الدور الذي تقوم به الإدارة .. إنها تدير السفينة نحو الوجهة المقصودة )

كن أباً :

كأي بيت يعم بالمشاعر الاسرية فإن من الحكمة في الإدارة نقل تلك المشاعر في المؤسسة واذابة الجليد بين الموظفين والإدارة واشعار الموظف بأنه أهم ما تملكه المؤسسة وأنه هو من أسس نجاحها واستمراريتها , ضع خلافات العمل جانباً وكن أباً له على المستوى الشخصي وستظهر ردة فعله بالتأكيد في الالتزام والعطاء في العمل وعدم التذمر وحاول أن تظهر لموظفيك انهم أهل لثقتك .

احرص على ألا تكون مرتبطاً بشخص لا يمكنك أن تكون فخوراً به، سواء كنت تعمل لديه أو كان يعمل لديك ). فيكتور كيام)

كن مسؤولاً :

ان كنت رأس الهرم أو أحد العمدان الأساسية في شركة وهنالك موظفين يعملون تحت ادارتك فلتيقن تماما أنك مسؤول عنهم أمام الله قبل الجميع وأنك محاسب على كل كلمة تتفوه بها لهم سواءً بالايجاب أو السلب فبكلمة طيبة قد تخرج كل طاقات الموظف وتجعله عنصراً منتجاُ يثري العمل وصاحب ولاء منقطع النظير للمؤسسة أو الشركة وعلى النقيض الاخر فأن الانتقاد ان لم يكن بناءاً وفي مكانه وكان محض تقليل من قدرات الموظف فهو بلا شك سيعتبر انذارا برحيل الموظف أو قلة انتاجيته .

ينقسم الجنس البشري إلى فئتين، فئة تمضي قدما وتنجز شيئا ما، وفئة تلزم مكانها وتستفسر لماذا لم ينجز العمل بطريقة أخرى.

جورج واشنطن

كن مستمعاً :

لا يوجد أي شخص كامل فالكمال له سبحانه وتعالى فانت ايضا كمدير لك أخطائك وبعض الممارسات التي قد لا تلاحظها على نفسك فأنت هنا بحاجة الى موظفين مخلصين يرشدونك وينوهونك الى ما فاتك ، فالموظف هو دائما الشخص الاكثر المامٍ بحيثيات وظيفته وتفاصيلها الصغيرة التي قد لا تلاحظها كمدير والتفاصيل هي منبع الافكار والابداع ، لا تغلق اذنيك أمام اقتراحات موظفيك فربما يكون احدى الاقتراحات سبباً في تغيير استراتيجة أو اكتشاف خطأ أو علاج مشكلة ، أنصت لم يقوله موظفوك وحاول استيعابهم لترقي معهم بالشركة لاعلى المنابر

كان عبد الله بن عياش المنتوف يقول: لم يتقرب العامة إلى الملوك بمثل الطاعة، ولا العبيد بمثل الخدمة، ولا البطانة بمثل حسن الاستماع.

كن عادلاً :

"فهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون " قدر اصحاب الخبرة واهل العلم لديك وميزهم عن غيرهم من الموظفين ماديا ومعنويا فهم لم يصلوا الى هذه الخبرة سوى بعد كسنوات من التعلم والعمل الشاق سواءً في شركتك أو في شركاتٍ اخرى ، اشعرهم بالتقدير والاحترام لكفائتهم وهذا بالتاكيد ما ستجني شركتك ثماره ، ولا تنس المبدعين ايضا فهناك العديد من الشباب قليلي الخبرة يمتلكون الطموح والابداع والدافعية للتواجد في الطليعة ، ادمج الخبرات مع الشباب لتوجيههم بشكل سليم يثري العمل لديك ويخلق جو من التجانس الايجابي في اروقة الشركة ، باختصار اعطي كل ذي حقٍ حقه دون تقليلٍ أو اسراف .

قال عبد الملك بن مروان لبنيه: كلكم يترشح لهذا الأمر، ولا يصلح له منكم إلا من كان له سيف مسلول، ومال مبذول، وعدل تطمئن إليه القلوب

هل لديك صفات اخرى تراها لتصبح اداري ناجح ؟