اليوم نحن أمام واحدة من أكبر الشركات حول العالم والتي أثبتت لنا أنه في عالم ريادة الاعمال ليس بالضرورة أن تكون الأفكار مبتكرة وغير مسبوقه لتحقق المشاريع والشركات القائمه عليها نجاحاً باهراً بل وساحقاً، بل يمكن تحقيق كل ذلك من خلال أخذ فكرة موجودة ومواكبه للحاضر والتعديل عليها بما يتماشى مع الوضع الراهن وتوجهات العملاء ويتوافق مع متطلبات السوق وتطلعاته؛ حيث أننا اليوم في صدد الاطلاع والتحري عن أكبر الشركات حول العالم والتي تم تأسيسها على يدي رائد الأعمال المعروف والملياردير العصامي "إيلون ماسك" وهي شركة تسلاَ العملاقه أكبر شركة لانتاج السيارات الكهربائية حول العالم.

ومن خلال النظرة الأولى قد يعتقد البعض عن شركة تسلا قامت على فكرة قديمه جداً وهي فكرة "المركبات المتنقله" الا أننا في حال أمعنا النظر نجد أن الشركة قامت على فكرة مواكبه وعمدت الى حل مشكلة معروفه تم طرحها ومحاولت حلها من قبل شركات أخرى الا أنها لم توفق في ذلك؛ وفي الاساس فإن شركة تسلا قامت على فكرة امكانية استخدم الطاقه النظيفه أو المستدامه أو الأقل تكلفه من حيث تأثيراتها على البيئه مقابل الأداء في السيارات والمركبات العصرية بدلاً عن منتجات البترول المتمثلة في "البنزين" و"الديزل"، ونجد أن هنالك الكثير من الشركات التي حاولت حل هذه المشكلة حيث أن تسلا لا تعٌد الشركة الأولى لانتاج وصناعة السيارات التي تعتمد في عملها على الطاقه الكهربائية وإنما هي مجرد نموذج ناجح، تقول الشركة في هذا الاطار "تم تأسيس Tesla في عام 2003 من قبل مجموعة من المهندسين الذين أرادوا إثبات أن الناس لا يحتاجون إلى التنازل عن القيادة الكهربائية – أن المركبات الكهربائية يمكن أن تكون أفضل وأسرع وأمتع في القيادة من السيارات التي تعمل بالبنزين. اليوم

أحلام ورئ خياليه تتحول الى واقع نعيشه:

على الرغم من فشل العديد من الخوارزميات التي انتهجتها الشركات التي سبقت تسلا في هذا المجال، ومحاولتها لحل مشاكل الانتاج وتقديم عرض مقنع مقابل السعر فإن جميع جهود هذه الشركات باعت بالفشل، وبدأت فكرة السيارات الكهربائية بالزوال شيئاً فشيئاً حتى دخول شركة تسلا المجال وتبنيها لهذه الفكرة والعمل على تطويرها من قبل مجموعة من المهندسين ورواد الأعمال ذوي البصيرة النفاذه في مقدمتهم طبعاً رائد الأعمال ايلون ماسك والذي يعد من أنجح رواد الأعمال حول العالم، وعليه تمكنت شركة تسلا في عقدها الأول من حصد نتائج مبهرة وحل أغلب المشاكل المتعلقه بالتصنيع والأداء، وبدأت بالفعل في انتاج السيارات الكهربائية المتطورة والتي نعهد تحديثات جديده منها كل فترة.

العقبات والمشاكل القانوينه وايلون ماسك:

طبعاً العقبات والمشاكل القانونيه تعد مرحلة لا مفر من المرور بها واختبارها على مستوى كافة الشركات حول العالم، أما في حال تسلاَ فالأمر كان أكثر تعقيداً فقد تولى منصب المدير التنفيذي للشركة في فتراتها الأولى ايلون ماسك والذي كان يعاني في تلك الفترة من الكثير من الانتقادت والتشكيك من قبل المستثمرين والعملاء على حد سواء نتيجة فشل العديد من المشاريع التي أطلقها مؤخراً ولم يكن ذلك السبب الوحيد حيث أن ماسك أفصح في بداية توليه لمنصب مدير الشركة بأن الهدف الأساسي للشركة هو "إنشاء سيارات كهربائية بأسعار معقولة في السوق" وهو ما زاد من استياء المستثمرين وانسحاب جزء كبير منهم كونهم مهتمين بالارباح بشكل كبير خصوصاً بعد فشل مشاريع وشركات كان يعمل عليها ماسك كما ذكرنا قبلاً، طبعاً لم تسلم الشركة من الدعاوي والمشاكل القانونيه وتورد الشركة في ذلك "كانت تسلا موضوعًا للعديد من الدعاوى القضائيَّة والخلافات، الناشئة عن تصريحات وسلوك الرئيس التنفيذيّ إيلون ماسك، ومزاعم انتقام المبلغين عن المخالفات، وانتهاكات حقوق العمّال المزعومة، والمشاكل التقنيَّة والخطيرة معَ منتجاتها التي لم يتم حلها"

 تخطي الصعاب وبلوغ الآمال:

على خلاف ما توقعه العديد من المستثمرين والمختصين في المجال فإن شركة تسلا تمكنت من تجاوز كافة العقبات والمشاكل والتحديات التي وقفت في طريقها وبدأت في انتاج السيارات الكهربائية ذات الجودة العالية ومنتجات البطاريات والتي حققت ناجحاً مقبولاً في سوق العمل ضمن للشركة الاستمراريه ولمؤسسيها فرصة الابداع وكشف النقاب عن تكنولوجيا البطاريات المتطورة ومجموعة نقل الحركة والتي تم استخدامها ضمن تصميمات حديثة وعصرية أعطت منتجات شركة تسلا الجودة والرفاهية التي نعهدها اليوم.

للنقاش: يعتبر الكثيرين بأن تسلا ارتبطت بشكل كبير بايلون ماسك حيث أن الاثنان كانا يختبران فشلاً متكرراً، لذا هل تتفقون معي بأن فشل الشركة كان يعني نهاية ايلون ماسك بجانب نهاية وموت فكرة السيارات الكهربائية؟

واذا كان الأمر كذلك لماذا انتهج ايلون ماسك نهج الربح طويل المدى والذي كان يمكن أن يعرضه للفشل قبل البدأ حتى حيث أنه لم يكن في موقف يسمح له بذلك؟