في تونس لدينا منظومة إقتصادية شبه مغلقة تسمى الريع .فكل نشاط إقتصادي تسيطر عليه عائلة أو إثنين تتمتع بإمتيازات تجعل من شبه المستحيل منافستها كما تساعدها أجهزة الدولة في إقصاء المنافسين لذلك كل أو اغلب من يحاول فتح مشاريع في تلك القطاعات تواجهه جملة من العراقيل التي لا تخطر على البال .

شخصيا إصطدمت عدة مرات بمنظومة الريع في تونس .

فمثلا في قطاع القهوة تسيطر شركتين لنفس العائلة على توريدها و بيعها و تبقي نسبة قليلة لبقية الشركات .

وقد قمت بالتسويق لماركة قهوة جديدة منذ شهرين تقريبا ذات جودة عالية و سعرها أقل بقليل مما توفره الشركات التي تسيطر على القطاع فالعميل لديه مورد يوفرها له بأسعار تفاضلية .بالنسبة للسوق التونسي رغم صغر البلد مقارنة بمصر و الجزائر و المغرب لكن إذا قمت بتقسيم السوق على عدد صغير من العائلات ستصنع لهم ثروة كبيرة وتضمن ولائهم .لذلك ريادة الأعمال مرتبطة إرتباط وثيق بالسياسة .فليس سهلا أن تصعد من الصفر فحتى في أمريكا بيل غيتش مثلا أمه كانت تعمل في IBM و إلون ماسك من عائلة ثرية كما أن أسطورة نشأة الشركات من قبو أو مرآب منزل ما في أمريكا يمكن التشكيك فيها بسهولة .فمن الصعب جدا أن تصعد بسهولة في قطاع الأعمال إذا لم تكن مدعوما من قبل منظومة معينة ...طبعا لا أنفي إمكانية النجاح و بذل الجهد لمن يريد أن يستثمر لكن علينا أن نضع في إعتباراتنا بأن المقاول أو رائد العمال سيواجه منظومة كاملة ...مثلا آخر قصة في المغر ب عن شاب أسس مطعم في مدينة الأفران ثم بدأ يتوسع ففوجي بإغلاق محلاته من قبل الإدارة.

في تونس نسميها البيروقراطية فيتم تسليط موضف بسيط على المشروع أو إدارة الجباية لكي يجدو لك ثغرة جبائية تتسبب في تعطيل المشروع ...

الريع و البيروقراطية موجودة في كل انحاء العالم حتى في امريكا موجودة بطرق أخرى فقد شاهدت الحلقة الأولى من مسلسل super pumped

وفيه مواجهة بين الشركة و ممثل عن سواق التاكسي يحاول حماية مصالحهم .

في بلدك هل توجد عراقيل لفتح المشاريع؟

هل لديكم بيروقراطية ؟

هل يمكن لكل شخص أن ينجح ببساطة كما يروج له عادة؟