إن الآراء المتباينة لروّاد الأعمال والشخصيات المؤثرة بشكل عام تمثّل إرثًا فكريًا يجب أن نلقي نظرةً عليه من الحين للآخر. ولعل أبرز ما لفت نظري في هذا الصدد في الآونة الأخيرة ما أطرحه من رأي مختلف نوعًا ما.

ففي سياق تجربتي الشخصية، والتي بالتأكيد مرّ بها معظمنا، عملتُ في إحدى شركات خدمات العملاء في فترةٍ ما من حياتي. وإذا ما تناولنا الأمر من الجانب المادي، بالتأكيد نجد أن قيمة الراتب أو العائد من هذه الوظائف قائمة على الوقت الذي تقضيه في العمل.

رأي من شون رولز:

في السياق نفسه، يرى المؤسس والمدير التنفيذي لشركة "رولز" للاستشارات، شون رولز، الخطر في هذه النوعية من الوظائف، حيث يقول:

لا تتلق رابتًا على الساعة، لأنك تتلقى الراتب على القيمة التي تضيفها في هذه الساعة.

يقول شون أنه سمع هذا الرأي في إحدى الحفلات بمدينة أتلانتا في شبابه. فبالرغم من عمله في مجال العقارات بمسار واعد وقتها، فإنه يقول أنه كان في حاجة إلى هذا التوجيه كي ببدأ مشواره الشخصي.

في ضوء هذا الرأي الصادم، أظن أنني بدأتُ في تغيير وجهة نظري حول العمل بشكلٍ ما. فعلى الرغم من الاستقرار الوظيفي الذي تضمنه الوظيفة، فإن الاستقرار على مدار حياتنا المهنية غير مضمون في هذا النوع من الأعمال.

لماذا؟ لأننا إذا ما كنّا نتلقّى راتبًا مقابل ساعة العمل، فإحداث الفارق هنا غير ممكن. بالتأكيد هنالك العديد من الوظائف التي تمنحنا راتبًا مقابل كفاءتنا وقيمة مهاراتنا المهنية.

لكن كمثال على النقيض، فإن وظيفة مثل التي عملتُ بها كممثل خدمة عملاء عبر الهاتف تصبح كابوسًا في هذا الصدد. فقد اكتشفتُ بعد العمل أنني مهما بلغتُ من التطور المهني، لن أتلقى أجرًا إلّا مقابل ساعة من العمل، والتي لا تتغير قيمتها بالتناظر مع تطور مهاراتي في العمل.

وهذا هو ما يدفعني دائمًا إلى التساؤل حيال أي مسار مهني جديد في حياتي: هل سأجني المزيد من المكاسب مع زيادة خبرتي فيه؟ أم أن سعر ساعة عملي لن يتغير؟

من وجهة نظر كلٍّ منكم، ما هي نوعية الأعمال التي نتلقّى فيها راتبنا مقابل القيمة التي نضيفها، لا الوقت؟ وهل للمسار الوظيفي من هذه النوعية عيوب أخرى؟