كنت أعتقد أن جدي_ رحمه الله _ بالغ بالقول؛ حين أخبرنا قبل عقود: أن ثمن قطعة الأرض التي اشتراها في شبابه كلفه عمل خمس سنوات؛ من أجل دفع ثمنها المقدر بخمس ليرات ذهبية أي ما يعادل اليوم 1500$. بينما سعر نفس قطعة الأرض الآن أصبح يتجاوز مليون دولارًا! 

لم أتصور قط أنه يمكن شراء قطعة أرض بثمن بخس كهذا؟! بالطبع لم يكن كذلك قبل 90سنة، ولكن ماذا لو احتفظ جدي بالمال في خزنته؛ هل كان هذا المال سيحتفظ بقيمته ؟!

 وفي مفارقة أخرى قال والداي: أن مصروفهما أيام المدرسة كان بحدود دولاراً واحدًا فقط طيلة الأسبوع، وقالوا أنهم كانوا منعمين به ويستطيعون شراء سلع كثيرة. بينما وأنا في مثل عمرهم كنت أتقاضى نصف دولارًا يوميًا، أي ما يعادل: ثلاثة أضعاف مصروفهم الأسبوعي خلال فترة زمنية أقل من 30 سنة. 

واليوم أعيش ذات التجربة مع أبنائي الذين يطالبون بزيادة مصروفهم اليومي والذي بلغ ضعف مصروفي مرة ونصف وأنا في عمرهم ..

 إذا فكرت بذلك سأصل ليقين بأن الدولار الذي أملكه اليوم سيفقد قيمته غدًا ولا يمكنني التعويل على ثبات قيمة دخلي الحالي. فهو وإن كان مستقراً اليوم فحتما لن يحقق لي الأمان المالي مستقبلاً .

كما أن الأموال المدخرة أو المركونة: هي في حالة ثبات، وهذا يجعلها تخسر قيمتها مع مرور الوقت نتيجةً لعامل التضخم، الذي يفقد العملة قيمتها سنويًا بنسبة 2% على الأقل. تبعاً لنسبة التضخم الحاصلة في كل إقليم على حدى..

 ولذا فإن أردت تجاوز ذلك لابد أن أغير طريقة تفكيري بالمال. الأمر الذي يفسر كيف يحصل العصاميون على حياة أفضل من أولئك الذين يولدون وفي فمهم ملعقة ذهب! كثيرًا ما صادفت أشخاصًا أثرياء صنعوا ثروتهم بشق الأنفس. وكانوا يحفرون الصخر من أجل الحصول على قوت يومهم!

 قال لي رجل أعمال ذات مرة: أنه لم يكن يتخيل أن يقول "مرحباً" لفلان الذي أصبح موظف عنده.. وكان يشعر بالحسرة اتجاه هذا الموظف كونه "قليل حيلة" كما وصفه وأردف حديثه قائلاً : هذا الشخص لم يعي أهمية المال واعتاد الحياة المرفهة والاتكالية دون أن يجرب السعي لذلك حين خسر ثروته وأصبح مديونًا اتجه للوظيفة التي لم يفكر بها من قبل وصار راتبه هو مصدر دخله الوحيد .. كم هذا مؤسف! 

 فالحياة ليست بسيطة كما نعتقد، ولا يمكن أن نعيشها بلا أهداف وخطط لذا علي أن أفكر بكل خطوة أخطيها حتى أتفادى الخسائر ومن الواجب علي أن أضع خطة مالية محكمة لا تحميني من غدر تصرفاتي وحسب؛ بل تجعلني قادرة على صعود سلم الثراء، فلم لا أكون ثرية ولم لا أمتلك طائرة خاصة أو أشتري جزيرة! لم أكن أدرك أهمية الأهداف الكبيرة وكنت أتقوقع بأهدافي تحت ظل القناعة إلا أن هذا ليس واقعيا كما كنت أعتقد بل هو السبيل المعبد للوصول إلى مستويات منخفضة من المال والطاقة بشكل عام. ولكي أضع خطة محكمة علي أن احد وضعي المالي الحالي، وأعين ما هي مصروفاتي الأساسية والرفاهية وما هي المصروفات المهدورة.

 ويجب أن أحدد مهاراتي القابلة للاستثمار ويمكنني تعلم مهارة جديدة مطلوبة بالسوق ، وما الذي يمكنني بيعه أو كسب المال من خلاله، بالإضافة لضرورة أن يكون لي تعدد لمصادر الدخل على نوعيها السلبي والإيجابي.. و علي أن أحدد المبلغ الذي أرغب بزيادته لدخلي شهرياً وأضربه بعشرة فلو كنت أحصل الآن على ألف دولار شهريًا، وأطمح للوصول لألف أخرى؛ فهذا يعني أن علي العمل تبعًا لقاعدة العشر أضعاف من أجل تحقيق الهدف. وبدلًا من أن أقوم بالتواصل مع عميل واحد علي أن أتواصل مع عشرة.. وهكذا 

لقد قمت بهذه التجربة فعلًا قبل خمسة شهور تقريباً وأضفت إلى دخلي من ٢٤٠_٣٠٠$ وكان ذلك من خلال بيع منتج خاص بالشعر . 

وأنت هل تفكر بزيادة دخلك؟ وكيف يمكنك خلق مصدر دخل جديد؟ وإذا سألتك كيف يمكنك زيادة دخلك ٢٠٠$ الشهر القادم فما هي خطتك لذلك؟