جميعنا يطمح إلى أن يكون مستقلًا بالمعني الحقيقي، وأن يؤسس عمله الخاص ويغير حياته بشكلٍ جذري. وبما أن الطموح يتملك الغالبية؛ فالنظرة الواقعية تغيب أحيانًا؛ وقد يغض البعض الطرف عن حالات الفشل، أو عن معرفة مقومات النجاح؛ لتطبيقها في مشروعه.

 مصطلح (ريادة الأعمال) أصبح شائعًا في السنوات الأخيرة، لكن هل هو السبيل الوحيد لإثبات نجاحنا؟ وهل نتساوى جميعًا في قدراتنا لتأسيس أعمالنا؟ من وجهة نظري؛ لا أرى أن الوظيفة من الأمور التي تنتقص من قدر صاحبها؛ وكذلك أرى أننا جميعًا نصلح لتأسيس نشاطنا الخاص لكن بشرطٍ واحد، وهو تعلم الأدوات التي تؤهلنا لدخول عالم الأعمال. 

في كتابه إدارة الأعمال بالفطرة يقول ستيف جوتري إن أهم عنصر في المشروع هو القائم عليه؛ وهنا يضع المؤلف مجموعة من الصفات؛ التي تدعم رائد الأعمال في تطوير مشروعه وإدارته. 

ويمكن القول إن ريادة الأعمال في حد ذاتها ليست موهبة فطرية بل إنها مجموعة من المعارف، لكن المهارات الداعمة لها؛ مثل التفكير النقدي، وسرعة البديهة هي مواهب فردية، ويمكن العمل على تنيمتها. 

فكثيرًا ما نجد فكرة جيدة، لكن المسألة لا تكمن في جودة الفكرة؛ على قدر ما تعتمد على صاحب الفكرة؛ وهو من سيبدأ التنفيذ. والخطة التي سيسير عليها؛ فالمشكلة تكمن أحيانًا في الاحتفاء الشديد بالفكرة؛ دون النظر إلى الخطوات المستقبلية. 

على الرغم من معرفة الغالبية بالعديد من التفاصيل الخاصة بالعمل الحر؛ لكن القليل من يبدأ والقليل من القليل من ينحح ويحقق أهدافه؛ ربما يعود ذلك إلى بعض الأسباب، منها:

  • التسويف والأماني الكثيرة بدون عمل فعلي على أرض الواقع.
  • اليأس بعد أول سقوط أو أول محاولة غير ناجحة.
  • عدم التطوير والاعتماد على آلية عمل واحدة.
  •  الجهل بطبيعة النشاط الجديد.

تبقى هذه الأسباب مجرد اجتهاد شخصي؛ وفي النهاية ما زال العالم يتطور من حولنا؛ ولا يستقر على قمة نجاحه إلا أولئك الذين يتعاملون مع العمل بمرونة؛ ليواكبوا كل التغيرات. ويبقى هنا سؤال تختلف إجابته حسب تجاربنا؛ وهو هل ترى أن مهارات ريادة الأعمال موهبة فطرية؟ أم يمكن للجميع تعلمها؟ وما الذي يحدد نجاح الشركة الناشئة أو فشلها؟!