في بيئة التطور الرقمي السريع والمتصاعد نجد أن الشركات الكبرى لا تستطيع الصمود أمام الشركات الناشئة في مجال الادارة المرنة وكسب زبائن جدد. ولهذا تركز تلك الشركات الكبرى على مشاريع التحول الرقمي والاستثمار في تطوير التطبيقات والمنظومات الرقمية، ومع ذلك نجد أنها فشلت أيضا في هذا المجال.أين تكمن المعضلة؟ 

 تجيب الدراسات على هذا السؤال بأن الشركات الكبرى (الفيل الثقيل) تفتقد للانسجام والتعاون بين موظفيها، مقارنة مع الشركات الناشئة. وتختصر المشكلة في أهمية تبني أساليب الإدارة المرنة . فما هي خصائص تلك الادارة الرشيقة؟

فهل هي تعتمد على تغيير أسلوب العمل اليومي جذرياً، ام تحسين جودة التواصل بين الموظفين، أم منح حرية حل المشكلات وخوض التجارب المحفوفة بالمخاطر وابتكار الحلول وتحسين العلاقة مع الزبائن المستهدفين، أم كل ذلك؟

 ومن خلال تجربتي على مدار عشرين عاما في المؤسسية الصحية التي أعمل بها، لاحظت أن توفير المهارات اللازمة وتنميتها والاهتمام بالموهبين وتثقيف المدراء بثقافة الادارة الرشيقة، وامتلاك بنية قوية لتقنية المعلومات، شكلت ثقافة مؤسسية بين المستويات الادارية في التسلسل الهرمي التنظيمي. ولعل التساؤل الذي كان يلازمني هو كيفية تطوير ذلك في عملية اتخاذ القرارات؟

في المقابل وجدت أبحاث حديثة أن آلية وسرعة اتخاذ القرارات هي الحد الفاصل بين نجاح المؤسسة وفشلها وكذلك تقود الى تطوير المنتجات والخدمات أو تصيبها بالخمول والتراجع وبالتالي تفقد القدرة على التنافس والتسويق الابداعي .

  ان استشراف المستقبل يعتمد على الأفكار الإبداعية، وعلى رضا الموظفين، ورضا الجمهور وهذا يشكل فارقة في عالم التسويق حاليا. ولكن ماذا عن استبصار التسويق الناجح؟

وبين الادارة المرنة (Lean) التي ابتكرتها شركة تويوتا العملاقة في منتصف القرن الماضي وبين الادارة الرشيقة (Agile)؟ هل ترى بالفعل أن هاتين الادارتين هما الحل الأمثل للشركات التي تبحث عن تحسين مستمر للاداء ومواكبة التطورات التقنية والتحول الرقمي؟