هذه التدوينة هي مقدمة لمجموعة تدوينات قادمة ان امد الله في اعمارنا، اتناول فيها اداء هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (ايتيدا) في الفترة من قبل الأزمة المالية العالمية، مرورا بها، ثم الثورة المصرية، وما بعدها.

بالطبع الأحداث السياسية ، والسلطة الحاكمة وتوجهها، يوجهان اداء كل الحكومة بما فيها الهيئة ووزارة الأتصالات، وهذه طبعا حقيقة -افترض انه مسلم بها- في كل الدنيا وليس في مصر فقط، فهي امر منطقي وبديهي. بل اكثر من ذلك فإن المزاج العام للشعب بما فيهم العاملين في الهيئة يحكمان اداء الشعب، وهو مزاج -الطف وصف له- انه سئ ، نتيجة وضع الأقتصاد المتردي، والفساد المنتشر، والأمن الغائب، والأحلام التي استبدلت بالأوهام ... انها حالة احباط عام، وخصام مجتمعي وشقاق. ! نسأل الله ان يخرج مصرنا الحبيبة من تلك الورطة في القريب ان شاء الله.

مبدئيا اريد ان اؤكد ان هذه التدوينة ليست سياسية، لكن دور الأوضاع السياسية في حياتنا لا يمكن ان ينحى جانبا. بمعنى اخر، هذه التدوينة هي محاولة جادة لفتح باب الحوار حول مستقبل هذا القطاع في مصر، والذي تقوده الهيئة. هذا الحوار اتمنى ان يصل الي التنفيذيين في الهيئة، وان يتفاعلوا معه باعتبارنا من قطاع واحد واسرة واحدة. وليس باعتبارنا طرف مهاجم و طرف مدافع. !

مرة كتبت نقد بسيط (ليس حادا على الأطلاق) على صفحة الهيئة على الفيس بوك، فتم طردي من الصفحة ومنعي من التعليق !

قطاع البرمجيات في مصر ينهار -كما ارى- وهو بحاجة لخطة انقاذ واحياء قبل ان تكون خطة تطوير. والبداية في ان الهيئة تتحلى ببعض الموضوعية في السماع والاستماع وحسن الأنصات، والخروج من دور موظف الحكومة الذي يمن على من يتعامل معه ويرى انه يقوم بدوره على خير وجه.

اتمنى ايضا من زملاءنا من العاملين في القطاع ان يتفاعلوا معنا بمناقشة الأخطاء المذكورة في كل مبادرة حتى نستطيع ان نصل بأصواتنا الي الهيئة.

اتمنى من الكل ان يشارك، من هو مقتنع بالأداء السياسي للحكومة الحالية ومن يعارضه. وان نوجه مشاركتنا في نقد الأداء وليس اصطياد الأخطاء. ليس شرطا ان تقدم حلا، لكن اظهار الأستياء من الأخطاء والأشارة اليها دون تجريح هو اول الخطوات.

التدوينات قد تحوي نقدا حادا ، لكنه لن يكون جارحا لأحد، ولن اذكر اسماء عاملين مطلقا، حتى لا يعتبر احدا ان هذه التدوينة قدحا في شخصه، اتمنى من الهيئة ان تنصت بتفكر، والا تتخذ دور المدافع، وتلجأ الي سرد حقائق او براهين تدحض هذا الكلام. فما دام هناك شكوى مني (باعتباري مدير شركة برمجيات مصرية) ومن زملاء لي اعرفهم، فهناك حتما مشكلة في الأداء.

اسباب المشاكل التي ساتناولها في تدوينات لاحقة يمكن حصرها وضمها تحت ثلاث عوامل رئيسية يشكلون سمة واتجاه داخل الهيئة:

تابع بقية المقال على المدونة: