رغم أنني وصلتُ من العمر عتيّاً، إلا أنني أعود طفلة حين أتابع فيلم الكرتون (توم وجيري) أشاهد ذات الحلقات عشرات المرات كأنها أول مرة، فأضحك كما طفلٍ صغير تروقه أفعال هذا الفأر في ذاك القط.

عفواً، أنا لستُ هنا للحديث عن مشاعري تجاه فيلم الكرتون، بل عن رحلة توم وإصراره للإمساك بجيري، آسفة، أقصد للحديث عن ريادة الأعمال لفئة المكافحين كأحد أنواع الريادة الابتكارية.

توم يملك طاقة المكافحين في العمل الريادي، هل تنكرون بأنه يعمل بجدٍ كبير للوصول لأهدافه؟ تبدأ الفكرة في ذهنه صغيرة فيعمل على تنميتها علّه يصل لما يريده، (مسكين دوماً لا ينتصر).

يووه، نسيت، أقصد أنّ المكافحون في العمل الريادي ينتصرون، حيث تتصف فئتهم بالتركيز العالي، المكافحون وصديقي توم يتفقان في دخولهم غمار المخاطرة للفوز.

صديقي توم يتصف بالجدّ والاجتهاد الدائم، وإصراره على الإمساك بجيري وعدم الاستسلام بسهولة، كما أنه إيجابي، فكم مرة سقطت عليه الجرار أو أخذ (علقة ساخنة)، لكنه رغم الخيبات يرفض الاستسلام لها.

المكافح يعاني تحديات كثيرة، حين يقوم توم بملاحقة جيري يتعرض للإجهاد والإرهاق، كما أنه وصل مرحلة كان فيها على استعداد للتخلّص من أعضاء فريقه الذين لا يشاركونه أهدافه، وربما شاهدتم له حلقات كان الإهدار والتكسير ودمار البيت لا يعنيه، فهو لا يقدّر قيمة زيادة رأس المال والحفاظ عليه، إنه يركّز فقط على بذل المزيد من الجهد.

أتعلمون ما أكرهه بتوم الصغير؟ أنه أحياناً يتبع وسائل ليست صحيحة، وربما بما نسميه نحن (أعمال غير مشروعة)، لكن هذا لن يجعلني أكرهه أبداً.. فـ توم يعود لمساره الصحيح مدركاً أنه كمكافح سيستغرق وقتاً طويلاً للوصول إلى أحلامه وطموحاته، هو يعي أن عليه أن يملك قدر عالي من القيادة لعدم وجود أي شخص يوجهه في عالم الأعمال.

ربما يكون مارك كوبان الذي بدأ في مجال الأعمال خير مثال لشرح معنى المكافحون في ريادة الأعمال، حيث بدأ حياته ببائع لأكياس النفايات، ثمّ الجرائد وحتى الطوابع البريدية، وهكذا فقد مكّنه كفاحه من تأسيس شركة Audionet لعرض المباريات الرياضية على الإنترنت والتي بيعت لشركة ياهو بمبلغ 5.9مليار دولار أمريكي.

مشكلة هذا النهج في ريادة الأعمال، أنّ العمل هو الأولوية الأولى، مما يؤدي إلى تجاهل أولويات كثيرة في الحياة، ومنها العائلة.

مهلاً.. فقرة مارك كوبان فاصل إعلاني، لا تحبون الفواصل الإعلانية؟ إنه لضرورات النشر، لكنها فقرة جعلتني أتساءل لو كنتَ أحد المكافحين وأمامك مشروع تثق بأنه سيحقق لك الأهداف التي تطمح إليها، هل ستضع العمل أولاً أم العائلة؟ أو خبرني من باب معرفتك كيف ستوازن بين الاثنين؟

أين كنّا؟، نعم في الحديث عن المكافحين، ولكن مهلاً أفكر بجدية في تأليف حلقة يفوز فيها توم لمرة واحدة، لا، لا تخافوا لن أدع جيري يموت .