لطالما كان إيلون ماسك شخصية غريبة وغير تقليدية بالمقارنة مع سواه من المدراء التنفيذيين وقادة الأعمال. حيث بدأ ماسك مسيرته كمبرمج وتنقل من فكرة مربحة وناجحة إلى أخرى وصولاً إلى استثماره الأنجح في شركة تسلا. ومع أن ماسك هو واحد من أثرى الأشخاص في العالم اليوم مع تقدير ثروة يزيد عن 178 مليار دولار (عند كتابة هذه السطور) فهو لا يتقاضى أجراً في الواقع.

ففي عام 2020 كان راتب إيلون ماسك هو 0$ رسمياً، وفي السنوات السابقة كان راتبه أدنى بكثير من رواتب المدراء عادة. لكن حتى عندما كان هناك راتب رسمي له، لم يكن ماسك يقبض راتبه بل يرفض قبضه وصولاً إلى العام الماضي وإلغاء الراتب أصلاً.

لكن هنا تظهر عدة أسئلة مثيرة للاهتمام. فكيف يمكن أن يعيش ماسك حياة مرفهة إلى حد بعيد دون أن يمتلك راتباً أصلاً؟ ولماذا لا يحصل على راتبه؟ والأهم ربما: كيف يمكن ألا يحصل ماسك على راتب لكنه لا يزال أكثر مدير تنفيذي تعويضاً في العالم لعام 2020؟

كيف يصرف ماسك المال دون أن يحصل على راتب؟

جواب المتوقع لأمر كهذا هو أن يكون ماسك يبيع أسهمه في شركة تسلا مقابل أن يوفر لنفسه ولعائلته حياة مقبولة. لكن الواقع أن ماسك لا يفعل ذلك، بل يتبع الأسلوب الذي يسير عبره العديد من الأثرياء الكبار اليوم: القروض. حيث يعد ماسك رهاناً مضموناً لأي بنك يقرضه المال بسبب ثروته الطائلة. لذا يحصل على عروض مغرية مع نسب فائدة منخفضة للغاية وأدنى مما يمكن أن يحصل عليه الأشخاص العاديون.

الجزء الثاني من اللعبة هو دفع هذه القروض بالطبع، حيث يقوم كما العديد سواه ببيع جزء صغير من أسهمه لدفع القروض المتراكمة. وكون المال يدفع لتسديد الديون فهو معفى من الضرائب في الواقع، وبالنظر إلى كون ضرائب الأرباح الكبرى مرتفعة للغاية، فهذا الأمر معتاد للكثير من المستثمرين ومالكي الحصص في الشركات الكبرى.

لماذا لا يقبض إيلون ماسك راتبه أصلاً؟

السبب البسيط هو أنه ليس بحاجة له أصلاً، حيث أن ثروة ماسك كبيرة بشكل هائل يجعل أي راتب “مقبول” بمعايير شركته صغيراً. كما أن الراتب سيكون عرضة للضرائب التي يريد ماسك كما سواه تجنب دفعها قدر الإمكان. لكن هناك ناحية أهم ربما، وهي أن ماسك يحصل على تعويضات هائلة في الواقع ولو أنه لا يحصل على راتب نقدي حقاً.

واحدة من أهم طرق التعويضات هنا هي ما يعرف باسم خيارات الأسهم (Stock Options). حيث تقوم العديد من الشركات بتشجيع موظفيها ليكونوا جزءاً من الشركة بشكل حرفي أكثر عبر الحصول على أسهم ضمن تعويضاتهم. كما تقوم بعض الشركات بعرض خيارات الأسهم للموظفين بأن يحصلوا على كمية معينة من أسهم الشركة بسعر أرخص من سعر التداول.

المصدر