في جولة لي في محل بيع الأجهزة الالكترونية لاحظت أن أغلب الأجهزة من ماركات أمريكية أو يابانية، مع العلم أن سيطرة المنتجات اليابانية والأمريكية على الأسواق ليست مقتصرة على مجال التقنية فقط، بل تتعدى لمجالات أخرى كالسيارات، الأمر ليس بمفاجئ لأن أغلب الشركات العملاقة اليوم هي من أحد البلدين أو تملك إحدى الشركات من البلدين حصة أسهم كبيرة فيها.

في الحقيقة هذا الأمر دفعني للتساؤل عن الاستراتجيات التي اتبعتها كل من الشركات اليابانية والشركات الأمريكية لتحقيق الإنتشار العالمي الذي نشهده اليوم؟ وهل هناك أي تشابه بين النمط الأمريكي والنمط الياباني للأعمال؟

من خلال البحث السريع الذي أجريته أتضح أن الإستراتيجية الأمريكية والإستراتيجية اليابانية لدخول الأسواق الأجنبية مختلفتان عن بعضهما البعض، فعند دخول سوق جديد تعمل الشركات اليابانية على تقديم أفضل سلعها وأكثرها جودة فيما تُبقي السلع الأقل جودة للإستهلاك الداخلي، وعلى عكسه تقدم الشركات الأمريكية سلعها الأقل جودة في الأسواق الخارجية وتستهلك ذات الجودة العالية في أسواقها المحلية.

أهداف الشركات اليابانية والأمريكية في حد ذاتها مختلفة ففي حين تهتم الشركات اليابانية بتحقيق النمو على الأمد القصير ثم تحقيق الأرباح على المدى الطويل تولي الشركات الأمريكية الإهتمام الأكبر للربح السريع الذي يكون في أجل قصير، ولتحقيق هذه الأهداف تقوم الشركات اليابانية بتقديم منتجات ذات جودة عالية وأسعار منخفضة لزيادة حجم المبيعات بمعدلات أسرع من المنافسين، فيما تقوم الشركات الأمريكية بتقديم منتجات ذات جودة عالية بأسعار مرتفعة من أجل تحقيق الربح المستهدف في الأجل القصير.

أما من الناحية التسويقية، تولي الشركات اليابانية أهمية أكبر للتسويق فوفقا لأحد الدراسات الميدانية في المجال فإن عدد المدراء الأمريكيين الذين لا يملكون فكرة واضحة حول أهمية التسويق هو خمسة أضعاف عدد المدراء اليابانيين. وربما تظهر الأهمية التي توليها الشركات اليابانية للتسويق أكثر في اشراك جميع العاملين في وضع الإستراتيجية التسويقية، كما أنها لا تشترط في مسوقيها التخصص بقدر ما تشترط المرونة في العمل والاتقان، وعلى العكس تشترط الشركات الأمريكية حملة الشهادات الجامعية في تخصص التسويق وتُدّعمهم بأصحاب الخبرة في المجال من خارج الشركة.

في الأخير يلاحظ وجود اختلاف واضح بين استراتيجيات التوسع الأمريكية واليابانية، لكن ومع هذا لا تفضل احداهما عن الأخرى لأن كلتا الاستراتيجيتن قد أثبتتا نجاحهما في التوسع نحو أسواق جديدة.

في رأيك هل للخلفية الإجتماعية والثقافية المختلفة بين البلدين دور في وضع استراتيجياتهما لتوسيع الأعمال؟ وكيف هذا؟