هل يكون تعامل الشركات مع فئة الأغنياء أفضل أم التعامل مع الفئة المتوسطة أفضل ؟

شركة أبل تستهدف فئة معينة بعينها وهم الأثرياء، فهي تسوق لمنتجاتها بهذا الغرض، بل تصنعها لهذا الغرض، فستيف جوبز له مقولة شهيرة في التسويق ما الجدوى أن تعطي للمستهلك شيئا يحتاجه سوف يملون لابد من إعطائهم شيئا جديدا، وهذا ما تعمل عليه أبل الابتكار وهذا بالطبع يحتاج لخطة مالية كبيرة للأبحاث والمطورين وغيرهم.

الغريب الآن أن علامة أبل التجارية أصبحت مقياسا للثراء، من يحمل هاتف لأبل إذن هو ثري، من يحمل لاب ماك هو ثري، هكذا أصبح للعلامة التجارية ثمن، فلم يعد الأمر مقتصرا الآن على الأثرياء فقط، أجد أشخاص يضحون براتب كذا شهر ليحصلون على أحدث إصدارات الهاتف من أبل، وآخرين يشترونه بالتقسيط فقط ليكونوا من حملة العلامة. فهي بنظرهم وجاهة اجتماعية.

أما عن هواواي هي بالكاد تفي باحتياجات العميل خاصةً في الهواتف متوسطة السعر، هي تكسب الزبون كما يقولون، لاشك أن لها إصدارات حديثة وغالية مثلا Mate 30 Pro وكيف توفق على آبل 11 وسامسونج note 10 في الأداء الصوتي وأداء الكاميرا حسب تصريحات فوربس، لذا هي تلعب على الجميع وتريد كسب أكبر شريحة من المستهلكين وهذا تحديدا ما يجعل علامتها التجارية لا تحظى بنفس القدر التي تحظى عليه تفاحة آبل لدى الأثرياء.

الحقيقة أ. راسم هناك حكمة تقول : بع رخيص تكسب كثير.

وفيما اعتقد ان هذه المقولة تمثل استراتيجية صدقت وأتت ثمارها مع الشركات التي استهدفت الطبقات المتوسطة ، ولكن في نفس الوقت مستحيل ان تكون نفس الإمكانيات ونفس المواصفات ونفس الكفاءة والتصميم ... الخ

لأن الشركات التي استهدفت الأغنياء قامت بتسعير وتصميم منتجاتها وفق استراتيجية اخرى يمكن التعبير عنها بمقولة الغالي ثمنه فيه، وأول شي هو الاختلاف ، لأن الذي سيمسك موبايل ب1000 يريد ان يشعر انه مميز وليس مثله مثل الأخرين، الأمر الذي يجعل البائع مستحيل يخفض السعر لأنه لو خفضه فسينتشر الموبايل بين ايد الناس ولن يشعر الثري بفخامة الاختلاف التي يدفع ثمنها، كيف؟

قد يبقى المحل بدون بيع ايام وليالي ومع ذلك يكسب ويصرف رواتب ويدقع ايجار محل أنيق ووو ، والذي يدفع كل هذه التكاليف مجتمعة هو المشتري الثري الذي يأتي للمحل كل فترة يبحث عن الجديد والأنيق والمختلف.

ولذلك اعتقد ان بائع السلع الفخمة ذات 1000 دولا هو ايضا يكسب ويكسب كثير جدا، وانما يكمن الفرق في ايهما أنفع للناس فيبقى وأما المظاهر التي لا تفيد احد فتذهب هباء.

كل شركة تسعى إلى تحديد فئة العملاء المستهدفة لتسويق منتجاتها بناءًا على تكاليف التصنيع.

تكنولوجيا شركة أبل سواءًا في الهواتف أو الحواسيب أو الأجهزة اللوحية وملحقاتها الأخرى من المعروف أنها على آخر طراز، وتسعى لمواكبة أحدث الصناعات التقنية وتمتلك عامل الابتكار كما ذكرت نورا.

لذلك ليس من المستغرب أن تطرح منتجاتها بأسعار ثمينة حتى بات الناس يُقرنونها بالمستهلكين الأغنياء.

في حين علامات تجارية أخرى تسعى للانتشار بين فئة أقل ثراءًا في المستوى المادي، ولو كانت تكلفة التصنيع لشركة هواوي مماثلة لما تتكبّده أبل من تكاليف، لطرحت هواتفها المتوسّطة بسعر أغلى.

في النهايية الربح ليس متعلّقًا بالفئة التي يتم استهدافها بقدر نجاح عنصر التسويق.

التسويق هو الاهم، فأبل نجحت في تكوين جيش من العملاء يُكنّون ولاءًا كبيرًا لعلامتها التجارية، والكثير منهم من متوسطي الحال.

ومهما كان السعر مرتفعًا، نجد أن نسبة كبيرة من محدودي الدخل يشترونه لثقتهم بالمنتج ولو عني ذلك التضحية بمرتّب شهر أو اثنين كما أشارت نورة في تعليقها!