السجين يعرف موعد خروجه، أما المغترب فلا يعرف متى ينتهي حكم غربته… في السجن تُقيد الأجساد، وفي الغربة تُقيد الأرواح.

المغترب اختار الغربة بشكلٍ ما (ولو بدافع الحاجة المعيشية)، هو حر قانونيًا، يقدر يخرج، يسافر، يغير عمله أو حتى يرجع لبلده متى أراد (رغم أن الظروف قد تجعله “مُقيّد” اقتصاديًا أو اجتماعيًا).السجين مقيّد بالقانون أو الحكم، لا حرية له في الخروج، ولا في اختيار حياته اليومية.لكن من ناحية المشاعر والتجربة الإنسانية:كثير من المغتربين يحسون أنهم في “سجن اختياري”، لأن الروتين والدوام الطويل والعزلة عن الأهل والوطن تجعلهم فعليًا يعيشون يومًا شبيهًا بالسجن: نفس الجدران، نفس الوجوه (أو حتى لا وجوه)، لا وقت للشمس ولا لاكتشاف الحياة.الفرق أن السجين ينتظر تاريخ الإفراج، بينما المغترب لا يعرف متى ستنتهي غربته، وقد تكون طويلة بلا موعد محدد.إذن، الفرق الأساسي أن السجن الحقيقي يُقيّد الجسد، أما الغربة الطويلة قد تُقيّد الروح والنفس، وكلاهما مؤلم بطريقته.