النسخة الأولي حملت في طياتها الفكرة و لكنها لم تستطع أن تعبر أصدق التعبير عن ما أدرت قوله و أتمني أن تحقق النسخة ( 2.0 ) هذا الهدف, بإنتظار تعليقاتكم.
أعمدة من الأرغفة بجانب بعضها البعض شامخة كأنها أطلس اليوناني يرفع قبة السماء عن العالم, لم أتساءل بحياتي عن جذور ما أراه أمامي هل كان من الممكن ترتيب أرغفة الخبز بهذه الطريقة ؟, فكثيرا ما تتجاهل عقولنا جل ما تراه لأنها تطابق إفتراضاتنا عنها, تلك الجذور العميقة بداخلنا أغصانها و ثمارها ما نصنعه بأيدينا و في الأونة الأخيرة بدأت تتجلي ثورات علي تلك الجذور, أناسا قرروا النبش في أعماق إفتراضتنا عن الأشياء فأبى الملياردير الأمريكي ( إيلون ماسك ) أن يترك "صاروخ" تمر أما عينيه بلا رجعة و تسأل ماذا لو كان بإمكان الصاروخ أن يعود مرة أخري إلي الأرض و ما إن هوى بعصاه علي جذور إفتراضاتنا عن الصواريخ حتي تفجرت عيونا من النجاح و هم سيل من الشركات الخاصة بإجتياح سوق المركبات الفضائية يعيدون ما دفن في الأرض للتساؤل من جديد.
و في أروقة العمارة سنجد المدرسة التفكيكية هناك, تتساءل لمَ إفترضنا إنتصاب الجدر من حولنا, لم لا تنساب جذرا و مدا مع بعضها البعض لينحسر السؤال عن مركز حيدر علييف الثقافي في باكو، عاصمة أذربيجان من تصميم المهندسة زها حديد و في عالم التقنية تجد شركة TheBrowser تتساءل عن نافذتنا علي عالم الويب ألا وهي المتصفحات أمثال Google Chrome و Edge و غيرها, هل يجب أن يكون شريط البحث بهذه الضخامة في أعلي المتصفح ؟ هل بإمكاننا إتاحة تعديل المواقع للمستخدمين؟ و تساؤل و راء الأخر ظهر بين عروشهم ينازع الكبار عرش Arc المتصفح المتسائل عن الجذور.
عندما كنت أدرس في منحة Mckinsey Forward أستهوتني الـ Thinking Frameworks فشركة ماكنزي لا تترك مشكلة و إلا تقوم بتصميم لها خوارزمية, حيث تغلف الخبرات في شكل أدوات يسهل تناقلها بين الأفراد بسهولة و يسر و يسهل أيضا تطويرها لأنه أصبح لها إطار واضح المعالم و سأعطي في هذه المقالة إطار تفكيري يستخدم في إنتاج الأفكار الإبداعية أو ما يسمي بالـ ideation و قد تعرفت عليه أثناء دراستي للـ Design Thinking. الأداة تسمي Reversing Assumptions بالعربية "عكس الإفتراضات" حيث تقوم بكتابة كل إفتراضاتك عن الشئ اللذي تريد تطويره, مثلا نريد تطوير مطعم, نكتب كل إفتراضاتنا عن المطاعم :
1. المطاعم بها طاولات و مقاعد
2. المطاعم بها شوك و ملاعق
3. المطاعم بها طباخين
4. المطاعم لديها جدران
5. . . . . إلخ
و من ثم نقوم بحذف كل إفتراضا علي حدى و نسأل أنفسنا "كيف نقوم بعمل مطعم بدون كذا ؟" , فكيف نقوم بعمل مطعم بدون طاولات و لا مقاعد ؟ ممكن أن يكون المطعم للسيارات فقط أو ساحة ضخمة للوقوف و أكل الوجبات السريعة مع الأصدقاء في مكان مغلق, كيف نقوم بعمل مطعم بدون شوك أو ملاعق ؟ من الممكن أن نستخدم عصيان الأكل أو قفازات ليأكلوا بأيديهم . . . إلخ. فأهم ما في صناعة الأفكار هو الإنتاج الغزير و مع كل جذر تتسأل عنه و عن سبب وجوده ستجده مدفونا هناك بين تلك الجذور التي توا قد أعد ترتيبها, بإن تسألت عن مدي أهميتها, و أجمل ما في هذه الجذور أنها تدل علي بعضها البعض و تشير دائما إلي جذرا بينهم خفي لعله هو ما الذراع التي ما إن تحركها تفتح الأبواب علي مصرعيها لتغيير العالم.