اذا صدع الأذان بكل وادي وجلجل في الفضاء صوت المنادي ذكرت أحبتي ورفعت كفي دعوت الله من عمق الفؤادي عسى ربي يظللكم بعرش عظيم الشأن في يوم التنادي ويجمع شملنا في دار سعد وجنات وأنهار مداد .

كم تعجز الكلمات عن وصف الشعور الذي ينتابني عندما ارى تلك الحياة تتقلب فيني من مشرق الى مغرب وهناك ذلك الامل البصيص الذي يجعلني مدمنا للانتحار بين سراديبها او عاشق للقفز من اعلى جبالها متحديا ومنافسا ماهو فوق التنافس ..اترنح بين حقولها قافزا من فوقها متفاديا لمسها… غفلت عيناني واستلق العقل فوق اسراب الطيور المسافرة .. رايت مصر كيف تلألأت بحشود لا تفريق فيها بين غني وفقير فتذكرت ذلك اليوم الذي تقشعر له النفوس ويحشر فيه الناس .. التفت الى بلاد الشام بلاد الاصالة والعروبة فرايت سوريا اصبحت تنزف الما ..ويقتل اطفالها احباب نبي الله بل ويسلب عرضها وينتهك شرفها … تمنيت ان ارجع الى مصر فهي لم تبكيني …

قررت النزول مع سرب الطيور وقد تشكلت من دموعه غيوم امطرت على العراق … فاذا بهواءها يمنع دموع السرب من الوصول … فكل دمعة تلد دموع تساقطت من الاطفال والظلم والجور ..فتذكرت حكم الخليفة الخامس عمر ابن عبد العزيز رضي الله عنه وقد ساد فيها العدل والاقتصاص ..

فمن انا بين هؤلاء ومن نحن بما نعيشه من صعوبات وتقلبات الحياة امام طفل تسبى وتقتل امه امام ناظريه … اين نحن وقد ملئت بيوتنا ومجتمعاتنا كل ما سطرته القوة الشيطانية لتفكيك الأمة الاسلامية التي كان لها هدف واحد ومسعى لا ثانيه له وهو تحرير المسجد الاقصى المبارك .. فلقد خلقو الحروب وفككوا الامة الاسلامية ..حتى ننشغل وننسى القدس التي تم تهويدها ولتنفيذ كل مخططاتهم وقد انشغل العالم الاسلامي بما خلقوه.

اين نحن بعلاقاتنا ونزواتنا وآلامنا امام آلامهم التي تفتت الصخر بعد رؤيتها …

فلنعش الحياة بتحد واصرار ولنقف متلهفين بانتظار اي موجة غضب منها .. فنحن مسلمون انعم الله علينا بالاسلام لنعبده الواحد القهار ولنؤمن بعفوه وسخطه ولنضعه امام اعيننا لنشعر بما نملكه من قوة …هو الواحد القهار الذي لو عرفناه لتيقنا بأن الرزق من عند الله وهو الحسيب المحاسب ..

فهي ليست كلمات بل شعور يملا القلب فرحا وسرور