أحيانا قد أتصنع الجنون ليس لأنني حمقى أو مختلة عقليا و إنما مللت من إنتمائي إلى أصحاب العقول .
الجنون
لا نستطيع تعريف الجنون بشكل مستقر، لأن عملية تصنيف الجنون على مر العصور لا تقدّر إلّا بالخروج عن المألوف، وهذا المألوف قد يعد غير مألوفٍ في عصرٍ آخر، وغير المألوف قد يكون هو المألوف في عصرٍ آخر أيضًا. وفي الصدد نفسه، لا يمكننا تعريف الجنون بمفهوم مستقر، وإضافةٍ إلى ذلك فإن خريطة الأمراض النفسية في هيئتها المعاصر وتفريعاتها المختلفة لم تعد تعترف بمثل هذه التعريفات التي سبقها الزمن. وعليه، فإن الاختلاف يا صديقتي لا يعني أبدًا الجنون، وإنما يعني أنني أحياء، نستطيع الخروج عن المألوف من أجل التجريب وتذوّق الجديد.
إذا سلمنا أن الجنونَ "قفز على السائد" فإن تكلف ذلك سيكون عسيرا، ولن يفلحُ في تقليد المجانين أحد، وهو في كامل وعيهِ، ومنتهى إدراكه. ربما تعتري الإنسانَ رغبةٌ إلى معايشة التغفل لأمرٍ ما، هروبا عن واقع ما ويمكن أن ينجحَ، لكن الجنونَ لا.
أتمنى لذةً بالحياةِ تستشري فيكِ، وسعادة تغمركِ، لا تبقى قلقا، ولا تذره.
التعليقات