سألوني كيف رغم الجراح تبتسم
أخبرنا عن جرح الفراق هل يلتأم
أجبت هم انا الذي فارقت اخ
ونار فرقاه شرايين القلب تلتهم
لكن ب الأبتسامة صدقة جعلتها له
عسى أن يكون من أهل الجنة والنعم
ذكرتني خاطرتك بأهل غزة المحتسبين؛ فهم ممن يُضرب بهم المَثَل في الصبر والتحمل لنوائب الدهر وبالأخص فقدان الأحبة. ترى الواحد منهم يفقد ابن أو زوج ويحتسبهم عند الله قائلًا إنهم كانوا أمانة وعادت إلى خالقها الأرحم بها من العالم، وفي نفس الوقت هو على استعداد للتضحية بآخرين وبنفسه لو استدعى الأمر.
الصبر والتحمل لنوائب الدهر.
بشكل عام وليس فقط في حالة أهل غزة، أعتقد أن الأمر مرتبط أكثر بالتعود وليس التحمل، وأعني أن كثرة مرور الإنسان بالتجارب الصعبة يقلل على مستوى المشاعر والإدارك من هول التجربة عند تكرارها حتى تصل ربما لمرحلة إنعدام المشاعر، بحيث يُجرد الإنسان من مشاعر الخوف أو الألم أو الدهشة أو الحزن، فقد اعتاد هذه المشاعر واستنزفها لدرجة أنها لم تعد تؤثر به، فنراه متماسكا وهادئا في ردود أفعاله حتى بعد حدوث أمر مفجع.
أعتقد أن الأمر مرتبط أكثر بالتعود وليس التحمل، وأعني أن كثرة مرور الإنسان بالتجارب الصعبة يقلل على مستوى المشاعر والإدارك من هول التجربة عند تكرارها حتى تصل ربما لمرحلة إنعدام المشاعر
لا أعتقد مطلقًا أن التعود له علاقة يمكن أن نعوّل عليها في مسألة التحمّل والجَلَد، كما أن وصف الشخص المفجوع الذي بدا عليه قليلًا من الهدوء ظاهريًا وبعضًا من التماسك ظاهريًا أيضًا بأنه وصل إلى "مرحلة انعدام المشاعر" هو وصف غير موفق على الإطلاق وغير صحيح بالمرة، مَن قال بأن التماسك الظاهري والصبر والجَلَد دليل على أن انعدام المشاعر بسبب الاعتياد؟! بل إن هذا الشخص بالتحديد يكون بركان مشاعر من الداخل لا يعلمه إلا الله، فليس الإحساس والمشاعر يقاسا بالهلع والعويل والانهيار.
التعليقات