نحن نعيش في عالم تغيّر فيه كل شيء… إلا نظام التعليم؟!
ألبرت أينشتاين طُرد من المدرسة لأنه كان يرفض الحفظ الروتيني، وكان يحب طرح أسئلة تتحدى المعلمين.
ستيف جوبز ترك الجامعة لأنه لم يجد فيها ما يلبي فضوله الحقيقي، ومع ذلك غيّر العالم بالتكنولوجيا التي أبدعها.
إذا كان نظام التعليم يضيّع أمثال هؤلاء، فماذا عن آلاف العقول التي لا تجد فرصة للتعبير عن نفسها؟!
لذا فالسؤال الحقيقي هل نظام التعليم ما زال يؤدي دوره فعلاً؟ أم بحاجة إلى التغيير؟
النظام التعليمي للأسف ما زال متأخرا بمراحل عن التطور الذي يشهده العالم، وهو ما يجعل الكثير من الطلاب غير قادرين على فهم القيمة والغاية من ذهابهم للمدرسة كل يوم. وهذه الفجوة موجودة في جميع جوانب التعليم، من المحتوى العلمي في المناهج الذي غالبا ما يكون متأخرا عن التطورات التكنولوجية بسنوات عديدة، أو طريقة التدريس التي تعتمد على حفظ وتلقين المعلومات وهو أسلوب لم يعد يجدي نفعا في عالم يحتاج عقول ناقدة ومبدعة، أو حتى المعلمين الذين أغلبهم ليس لديهم أي نية للتكيف مع الوضع الجديد. وكل هذه العوامل يجب العمل عليها اذا اردنا ان تصبح المدارس ارض خصبة لتنمية المواهب وليس قتلها
صحيح كلامك، التعليم فعلاً يحتاج تحديث جذري، لأن الطريقة التقليدية لم تعد تناسب هذا الجيل ولا تطور الزمن.
الطلاب اليوم محتاجين يتعلموا كيف يفكروا بدلا من الحفظ، ولو ما غيرنا نظام تعليمي فعلاً بنكون بنقتل المواهب بدل ما نطورها.
انه بحاجة لتغيير كبير .... اعرف ان هناك شيء اسمه ثقافة عامة ومعلومات لا بد منها .... لكني ارى بعض الامور مبالغا بها .... اذا كان شخص بالثانوية العامة يريد ان يصبح طبيبا ... لماذا اعذبه بحفظ بحور الشعر وتفعيلاته ؟! .. وان كان يريد مثلا ان يكون كاتبا فلماذا اعلمه ما هي نهاية الدالة الجذرية عندما اكس تسعى نحو الصفر ...
اعلم ان بعض الاشياء مهمة ويجب معرفتها لكني لا ارى ان طبيبا لا يعرف تفعيلات البحر الطويل هو طبيب فاشل ..
اذا كنت طالبا واسال معلمي سؤالا فلا يجيبني ويعتبره وقاحة فما هذا التعليم ....
تعليقك ذكرني بمصطلح اسمه الانحراف المعياري درسته في الاحصاء بالثانوية العامة وكان مزعج ومازلت حتى الان بعد التخرج من الجامعة لا اعرف فيما يستخدم ولا اهتم صراحة.
كلامك صحيح، فهناك الكثير من المواد تعتمد على الحفظ دون الفهم.
ولا أعرف لماذا نتعلمها، وكيف تكون مقياس لتعلم الطالب؟
اذا كنت طالبا واسال معلمي سؤالا فلا يجيبني ويعتبره وقاحة فما هذا التعليم
كما ذكرت من قبل بأن المعلم له دور كبيرة في تعديل المنظومة التعليمية، وعليه أن يجيب الطلاب على جميع تساؤلاتهم، إلا وكان مدرس موظف وليس مدرس علم.
الامر فقط انه لا يجب علينا تعليم الجميع كل شيء ... علموا كل شخص ما يحتاجه ... لا تصدعوا رأسه بامور لن يتذكرها اصلا بمجرد تخرجه .. .
اعلم ان بعض الاشياء مهمة ويجب معرفتها لكني لا ارى ان طبيبا لا يعرف تفعيلات البحر الطويل هو طبيب فاشل ..
أختلف تماما مع هذه الفكرة يا مريم، فالطبيب يدرس الطب بشكل كامل في الجامعة، لكن هل لأنه يريد أن يكون طبيبا فلا يجب أن يدرس اللغة العربية أو الرياضيات في تعليمه الأساسي؟ بالطبع لا.
فمن اسمه "التعليم الأساسي" يجب أن يتعلم جميع الأطفال والمراهقين والشباب ما تيسّر من العلوم وما لا يسع المتعلّم جهله، فكيف يكون الشخص متعلما وقضى 10 سنوات مثلا في مراحل التعليم ولا يعرف شيئا عن لغته ولا عن الشعر؟
في التعليم الأساسي يجب أن تهيئ الجميع، من يريد أن يكون طبيبا ومن يريد أن يكون مهندسا، كلاهما يجب أن يعرفا أساسيات كل العلوم، ثم في مرحلة التخصص في الجامعة يمكنه أن يدرس ما يريد فقط دون إضافات.
انا لست ضد فكرة التعليم الاساسي
يبدو اني لم اوصل فكرتي جيدا .... ما اقوله هو ان الطالب الذي لا يمكنه ان يفهم الشعر او يكتبه ليس بالضرورة لا يمكنه ان يكون طبيبا ناجحا مثلا ...يعني لو شخص ما حصل على علامات ممتازة في المواد الاساسية للطب لكنه لم يكن جيدا في مواد اخرى لا علاقة لها بالمجال .... لماذا نحدد ما يدرسه بناء على جميع علاماته .؟.. لماذا لا ننظر فيم هو بارع وندعه يدرسه ؟!.. اعلم انه يجب تعلم الاساسيات لكن ارى بما يتم تعليمه نوع من المبالغة ... فهناك بالفعل بعض الاشياء يتم حشو ادمغتنا بها رغما عنا رغم وجود مواد نستمتع بها ونبرع بها ... انا لست ضد التعليم الاساسي ووجوبه ... لكني ضد التقييم به كاملا ... اعني من اراد ان يدرس الهندسة فلننظر الى علاماته بالمواد المتعلقة بها ...ولا اعني ان يكون راسبا في مواد اخرى ... انا اعني انه حصل على علامات متوسطة في علم الاحياء مثلا واللغة العربية لكنه في الرياضيات والفيزياء حصل على علامات مذهلة فلماذا نضيع فرصته بدراسة الهندسة لانه لم يعرف ان زمرة الدم o معط عام ؟!
عندنا فقط على المعدل فلو انه ضيع علامات في الكيمياء مثلا لضاعت فرصته معها .
في الحقيقة لست متفق معك أخي أحمد.
التعليم الأساسي لا يحب أن يحدد مصير فرد في إلتحاقه بكلية ما.
لماذا الطالب الذي يريد دخول كلية الطب، يحدد مصيره درجاته في الأدب، أو البلاغة والنحو.
بالتأكيد يجب أن يتعلم هذه المواد وأن يكتسب مهارات جديدة، لكن لا يجب أن تكون سبب في تحديد مستقبل فرد لن يستخدمها في عمله مستقبلا.
نظام التعليم لم يكن يؤدي دوره حتى نسأل إذا ما كان يؤديه اليوم أم لا، برأيي هو فاقد للنتيجة والتأثير من البداية.
تذكر المدارس الحرفية التي درسنا عنها في التاريخ أظن هذه الوحيدة التي كانت لها قيمة، مدرسة نجارة أو صناعة أو زراعة كنت تتعلم وأنت تعرف أنك بعد الإنتهاء قادر على العمل على أرض الواقع، كان تعلم الزراعة في الأرض ليس في فصل به شاشة عليها رسومات.
نظام التعليم بحاجة لإعادة تهيئة من جديد بحيث تتغير معايير التقييم وطرق الدراسة، ويتم إلغاء فكرة التلقين وغلبة الجانب النظري لتصبح الأولوية للتطبيق الفعلي والممارسات.
نظام التعليم لم يكن يؤدي دوره حتى نسأل إذا ما كان يؤديه اليوم أم لا
نحن لا نقول أن لا يوجد مواهب يتعلمون في المدارس، وللصدق فإن المدارس سبب لتعلهم.
لكن المشكلة هي، أن نظام التعليم يقدم معلومة عامة فقط دون إبتكار. وعلى الفرد أن يختار أن يكمل تعليمه ما بعد المدرسة والجامعة لكي يطور من نفسه حتى يصبح عالم دون تدخل المدارس.
لماذا برأيك لا نفكر في جمع ما يلجأ له الأغلبية بعد الدراسة لتعلمه ونقوم بتضمينه في المناهج ومسارات الدراسة الأساسية بحيث نوفر عليهم ونحسن مسار التعليم أكثر ؟
الأمر لا يحتاج رأي الأغلبية، الأمر يحتاج إلى خطة واضحة لتطوير التعليم.
لكن السؤال الشخص الذي يضع المنهج التعليمي، هل لديهم خطة واضحة لتطوير التعليم؟ أم يعتمدوا على بعض المعلومات التي توضع في الكتب فقط؟
أكبر دليل على وجود خلل في نظام التعليم برأيي هو ما نشهده اليوم عند توجيه بعض الأسئلة البسيطة للطلاب في نهاية العام الدراسي، من المفترض أنهم أتقنوا هذه المعلومات طوال عام كامل، لكننا نجد أنهم لا يتذكرون شيئًا يُذكر، وهذا دليل واضح على أن التركيز أصبح على الحفظ لا الفهم، وعلى النجاح في الامتحان لا بناء المعرفة الحقيقية، وكأننا نقوم بالتدريس للنسيان لا للحياة.
لنكون صادقين فهناك عوامل عديدة سبب فشل منظومة التعليم.
أولاً، عدم وجود مناهج واضحة تقدم تعليم حقيقي للطالب، وكما ذكرت بأن المناهج تعتمد علة الحفظ والتلقين، دون الفهم والتطبيق.
ثانياً، المعلمين وطريقة تعليمهم الذين يستخدمون الطرق القديمة في الشرح كالتلقين دون إشراك الطالب في العملية التعليمية.
وهذا بالإضافة إلى أن الطلاب لا تهتم بالمعلومات التي يحصلون عليها، وهدفهم النجاح فقط دون تعلم حقيقي.
لذا فهل تعتقدي بأن الطالب له دور في إظهار فشل المنظومة التعليمية، أم أنه مجرد ضحية؟!
نعم، فالتحديث مهم في وقتنا الحالي من التطورات التي تحدث من حولنا.
لكن بإعتقادك كيف يمكن أن يحدث التحديث؟
التعليقات