في تجربتي الشخصية مع الطلاب المتمردين، لاحظت أن التوازن بين الحزم والحوار هو الأفضل، في البداية كنت أعتقد أن الحزم وحده هو الحل الفعال، خاصة عندما كنت أواجه سلوكيات كثيرة غير منضبطة، لكن مع مرور الوقت أدركت أن الحوار يمكن أن يكون له تأثير أكبر في الكثير من الأحيان، فعندما أجلس مع الطالب وأفهم دوافعه أستطيع توجيهه بشكل أفضل وأساعده على تعديل سلوكه، ولا يعني ذلك أنني أتنازل عن الحزم، فهناك أوقات يتطلب فيها الأمر اتخاذ موقف حازم لضمان النظام داخل الفصل. ما رأيكم هل تعتقدون أن الحزم أم الحوار هو الأكثر فعالية للتعامل مع الطلاب المتمردين ؟
التعامل مع الطلاب المتمردين، هل الأفضل الحزم أم الحوار؟
اعتقد أنه يجب أن يكون الحزم والصرامة هما الانطباع الاول الذي يأخذه الطلاب المتمردين عنكِ. وبعد ذلك إذا كان هناك طلاب يمكن التحاور معهم قد تبدأي بفتح باب للحوار لكنه لا يخلو من الحزم أيضا. الطلاب المتمردين بشكل عام إذا لم يأخذوكي بجدية من البداية لن يأبهوا بالحوار معك من الأساس. ولذلك يجب أن تكون القاعدة هي الحزم، والحوار يكون هو الاستثناء لحالات بعينها
هذا صحيح عن تجربة. لدي طالب مشاغب جدًا في فصلي، وفي البداية حاولت أن أكون مرنة وأفتح باب الحوار معه لكن لم يكن هناك أي تأثير، وكان يستهين بالقواعد، بعد ذلك قررت أن أكون أكثر حزمًا وصرامة في تعاملاتي معه وكان هذا هو التغيير الفعلي، بدأ يظهر احترامًا أكثر للقوانين والوقت، وفي بعض الأحيان عندما أراه مستعدًا للحوار أفتح معه النقاش بطريقة هادئة، لكن دون أن أتنازل عن الحزم، هذا التوازن كان هو الحل الفعلي لي في التعامل معه.
طريقتك فعالة للغاية ولكن ما رأيك في تجربة اللوم الاستعطافي أو التجاهل؟، السلوك المتمرد أو الشاذ للصغار غالباً ما يكون غرضه لفت الإنتباه، وبالتالي نقاش الطفل والحزم معه سيحقق له غرضه وهنا سيتمادى بعضهم في ذلك
بالنسبة للوم الاستعطافي، لا أعتقد أنه سينجح مع الطلاب المتمردين في المدارس الحالية لأنه غالباً ما يكون دافعهم وراء التصرفات الشاذة هو رغبتهم في لفت الانتباه، وبالتالي فإن منحهم هذا الانتباه قد يعزز سلوكهم بدلاً من تقليله، أما التجاهل فهو خيار فعال فعلاً، حيث يقلل من قيمة السلوك المتمرد ويجعل الطفل يدرك أنه لن يحصل على ما يريد من خلاله، ولكن يجب استخدامه بحذر لأنه قد يحتاج لصبر طويل قبل أن يظهر تأثيره.
ما رأيكم هل تعتقدون أن الحزم أم الحوار هو الأكثر فعالية للتعامل مع الطلاب المتمردين ؟
نعاني من الطلاب في طور المراهقة ما بين الثانية عشرة حتى الثامنة عشرة! فهم جد مقرفون ولا يسمعون التوجيهات إلا قليلاً. ذات مرة عاقبت بعض الطلاب المشاغبين فاشتكى لأهله فراحت مديرة المدرسة توجهني بعدم معاقبة الطلاب! أعتقد أنً أسلوب الطبطبة لا يجدي كثيراً لاسيما مع طلاب اليوم. كثير منهم يحتاج إلى تربية من أول وجديد وكأنً أهله لم يحفلوا أن يعلموه السلوك المحترم!
هذه المرحلة العمرية حرجة جدًا وتحتاج إلى الحوار أكثر من العقاب، لأن العقاب قد يزيد من تمرد الطلاب ويشعل خلافات إضافية، في هذا السن يحتاج الطلاب إلى التوجيه المستمر لفهم عواقب أفعالهم. للأسف هذه الفئة تسببت في طرد عدد من المعلمين لدينا بسبب تمردهم وتضخيمهم للأمور، لذلك أصبح من الضروري توفير بيئة تدعم المعلمين وتساعدهم في التعامل مع هذه السلوكيات بطرق متوازنة، مع ضرورة الاحتواء والحوار لضبط الأمور دون السماح لهم بتجاوز الحدود.
لقد قلتي الأمر بنفسك أستاذة بسمة داخل المساهمة :
لكن مع مرور الوقت أدركت أن الحوار يمكن أن يكون له تأثير أكبر في الكثير من الأحيان، فعندما أجلس مع الطالب وأفهم دوافعه أستطيع توجيهه بشكل أفضل وأساعده على تعديل سلوكه، ولا يعني ذلك أنني أتنازل عن الحزم،
فلكل منهم المواقف التي ينبغي اللجوأ لها كخيار ، ولكن من المهم أن يغرز المعلم صورة ذهنية معينة عنه قبل أن يبدأ حوار مع طلبة مشاغبين كما يجب أن يكون واثقاً بنفسه بشدة وقادراً على إدارة الحوار بشكل فعال (يسيطر عليه) حتى لا يشعر الطلاب أن حديث المعلم/ه معهم ناجم من خوف المعلم/ه ولكن نابع من رغبته في الحوار مع الطالب المشاغب ومحاولة حل مشكلته قبل إتخاذ قرار ضده.
التعليقات