في العادة تكون هناك مؤسسات تعليمية خاصة بالطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة تكون مهيأة بالكامل لتناسب احتياجاتهم سواء في طرق التواصل أو التعليم أو التعامل، ولكن مؤخرًا أصبح هناك توجه لدمج هؤلاء الطلاب في بيئة المدرسة العادية، بحيث لا يزيد عددهم عن طالب أو اثنين في الفصل الواحد، وهنا تنقسم الآراء ما بين مؤيد للفكرة يرى أنها تشجيع وتدريب لهم على التعامل مع المجتمع، وفرصة لمحاولة التعلم والتأثر بأقرنائهم العاديين، و معارض للفكرة يرى أنه ضغط عليهم وكذلك على المعلم والطلاب العاديين، فهم كذلك سيحتاجون لوضع نظام جديد مناسب لاحتياجات زميلهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو ما سيشكل تحدي بالنسبة لهم حول مدى استعدادهم وتقبلهم لهذا النظام الجديد، فماذا عنكم؟ ما رأيكم في دمج الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة في بيئة المدارس العادية؟
ما رأيك في دمج الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة في بيئة المدارس العادية؟
انا ضد دمجهم وبقوة , وخصوصا بهذا الوضع وقلة الوعي لدى الطلاب والمعلمين في المدراس العادية
وانا اتعجب من الذي يوافق على الدمج ؟ هل فكرت قبل الاجابة بمدى قدرة تأقلهم مع هذا الوضع وهم اطفال او مراهقين وما حولهم من طلاب لديهم قلة وعي لاحتاجياتهم؟ وكمية التنمر التي سيحصلوا عليها
( اانا طبعا لا اشجعهم بالعكس , ولكن في مرحلة المدرسة لا يدركون قوة الكلمة الواحدة )
هذه الفئة تحتاج الى وضع حساس جدا لتصنعهم من جديد وتبني فيهم الثقة العالية . اذا من بداية ظهورهم على الحياة احتكوا بناس عادية سينهاروا .
اما في الجامعة او العمل فاصبحوا مدركين وحتى الشخص صاحب الاحتياجات الخاصة يكون قد قدر وضعه وتأقلم معها فيصبح اقوى على مواجهة الناس بارادة اقوى
- الا اذا تم تزويد الطلاب والمعلمين بالمعلومات الكافية وتأسيسهم على ذلك ( مع انه ارى انه من الصعب لو قلنا معلمين يمكن ذلك ولكن كطلاب لا تستطيع السيطرة عليهم وخصوصا بهذا العمر )
اما في الجامعة او العمل فاصبحوا مدركين وحتى الشخص صاحب الاحتياجات الخاصة يكون قد قدر وضعه وتأقلم معها فيصبح اقوى على مواجهة الناس بارادة اقوى.
أنا أتفق كثيرا مع هذه الجملة، فحتى البشر العاديين في مراحلهم العمرية الأولى تكون نفسيتهم هشة وشخصياتهم ضعيفة يسهل التأثير عليها والتلاعب بها وأذيتها، تؤثر به كلمة واحدة سلبية فلا تكفيه عشرات الكلمات الايجابية ليتجاوز أثر الكلمة الأولى، ولكن عندما نكبر ونصبح أكثر وعيا ونضجا نصبح قادرين أكثر على التعامل مع مثل هذه المواقف وبالتالي نفسيا وعقليا نصبح أقوى، وكذلك نفس الحال ينطبق عليهم، لا توجد ضرورة لوضعهم تحت هذا الضغط وحرمانهم من بيئة أمان مهيأة لهم بالكامل في هذا السن الصغير.
في الحقيقة أنا لا أتفق كثيراً مع دمجهم (رغم أن هذا حق أنساني بأحقيتهم قي التأقلم) لكن تلك مشكلة حقيقية فهي بالفعل تسبب :
ضغط عليهم وكذلك على المعلم والطلاب العاديين، فهم كذلك سيحتاجون لوضع نظام جديد مناسب لاحتياجات زميلهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو ما سيشكل تحدي بالنسبة لهم حول مدى استعدادهم وتقبلهم لهذا النظام الجديد
على سبيل المثال مشاكل التنمر التي يحصدها الطالب العادي ول يستطيع تحملها والتعامل معها .. فما بالك أن يتعرض لها طالب من ذوي الاحتياجات..
مشاكل التنمر.
مشكلة التنمر مشكلة كبيرة وعميقة لا يسلم منها أحد حتى المعلم نفسه قد يجد من الطلبة من يتنمر عليه، ولهذا أرى أنها مشكلة مستقلة بذاتها يجب البحث عن حلول ونظام يحمي جميع الأفراد من التعرض لها. أما بالعودة للاختصاص بالذكر الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة قد تجد أنه على العكس تماما قد لا يعاني هو من هذه المشكلة بل تجد أنه زملائه يحاولون مساعدته وحمايته تقديرا منهم لحالته، بعض الأطفال يكون لديهم درجة أكبر من التفهم والتعاطف وكذلك النضج أكثر من البالغين الذين تجد أن منهم الكثير ممن يرفض من تقبل وجود هذه الفئة ويقلل منها ويراها مجرد عبء ليس أكثر.
مشكلة التنمر مشكلة كبيرة وعميقة لا يسلم منها أحد حتى المعلم نفسه قد يجد من الطلبة من يتنمر عليه، ولهذا أرى أنها مشكلة مستقلة بذاتها يجب البحث عن حلول ونظام يحمي جميع الأفراد من التعرض لها.
أتفق معك أستاذة رنا أنها مشكلة كبيرة تمتد للجميع بما فيهم المعلمين أنفسهم (بما في ذلك ذوي الاحتياجات) فهم ليسوا باستثناء ولا يتلقوا معاملة خاصة أغلب الوقت أو ليس في كل الحالات فهناك أماكن دراسية تتفنن في إضطهادهم ، ولا يوجد على ما أظن حتى لحظة كتابة تلك السطور نظام شامل يمكنه أن يمنع التنمر أو في أقل الأحوال قادر على منع التنمر ضدهم.
لذا أعتقد أن هذه العبارة
أما بالعودة للاختصاص بالذكر الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة قد تجد أنه على العكس تماما قد لا يعاني هو من هذه المشكلة بل تجد أنه زملائه يحاولون مساعدته وحمايته تقديرا منهم لحالته
ليست بالضرورة عبارة صحيحة مع تفهمي بالطبع لمقصدك وأن هناك مدارس أو فصول تقدم ترحيب بذوي الاحتياجات ولكن هذا لا يشمل (كل المدارس) هذا عن طريق تجربة شخصية لذا تعد عملية تطبيق دمج كلي لذوي الاحتياجات في كل المدارس لا أظنها أفضل قرار رغم ما قد يشمله من أهداف جيدة وحسن نوايا.
لذا تعد عملية تطبيق دمج كلي.
ذكرك للدمج الكلي أتى لي بفكرة قد تكون حلقة وصل أو حل وسطي لتجنب عيوب الدمج الكلي وأيضا الاستفادة من بعض ميزات الدمج بشكل عام، فيمكننا مثلا تطبيق دمج جزئي أو يمكن أن نسميه نظام الزيارات، فيكون أسبوعيا هناك يوم أو يومين يذهب فيه الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة للمدارس العادية للدراسة هناك، ويكون برفقتهم مرشدين وأخصائيين خاصين بهم يعملون على تحليل كل العوائق التي تقابلهم ليتمكنوا مع الوقت على حلها، وإذا تم حل كل العوائق واعتاد كل الأطراف على بعضهم البعض يمكن أن نطبق الدمج الكلي بناء على الوضع المناسب أكثر للطفل وهو ما سيقرره المختصين المسؤولين عنه، ما رأيك أستاذ حمادة بهذه الفكرة؟
هذا حل أقل ما يقال عنه أنه عبقري .. هذا حقيقتاً ما يجعلني أستمتع بتلك النقاشات البناءة فمن خلال التفكير المنطقي المتسلسل يمكن بالفعل أن نصل لمقترحات فعالة ففكرة الدمج الجزئي هي أمر قابل للقياس ولا يمكن أن يحدث أضرار جسيمة إن طبق بشكل صحيح بالأخص أن تم بوجود مختصين كما أشرت يعملون على قياس فعالية تلك التجربة ، ولكن أستاذة رانا كيف يمكن بوجهة نظرك أعتماد تلك الألية .. أو بمعنى أدق كيف نجعل نقاشنا هذا يصل لمرحلة فعلية قابلة للتطبيق رغم أننا لا نصنع هنا القرار؟
بمعنى أدق كيف نجعل نقاشنا هذا يصل لمرحلة فعلية قابلة للتطبيق رغم أننا لا نصنع هنا القرار؟
لا سبيل سوى أن تصل أنت لتكون صانع القرار، للأسف هذه هي حال مجتمعاتنا، إذا أردت فعل شيء عليك أن تحققه بنفسك، لا سبيل لسماع الآراء، وإذا كان هناك سبيل للسماع فلا سبيل للتنفيذ، لندعو الله أن يتولى إدارة كل منظومة شخص يستحق بالفعل أن يكون على رأس إدارتها.
هذه كارثة لا رحم الله كل من يسعى لها،
هل تعرفين حجم معاناة الأب والام في كل مرة يذهبون بها لأخذ ابنائهم من المدرسة وينظرون لمن يجري ويلعب ويمزح ويتحدث ويباشر حياته بصورة طبيعية!
أو كم الألم والحزن لو تعرض الطفل لضرر أو هجوم أو تنمر أو أي صورة من صور الرفض!
ومن يسعى لهذا القرار هل يعرف كم المجهود الذي نبذله لتعليم ذوي الإعاقة وأننا نضطر أحياناً لقضاء ساعتين مثلاً حتى ينطق حرف أو يحفظ جملة!
أنا مع دمجهم اجتماعيا فقط أما تعليمياً فهذه كارثة نكون بها نزعنا منهم مؤسسات التعليم التي كانت توفر لهم حقهم، ونزعنا منهم أمان أنهم في جماعة مشابهة، ونزعنا منهم خبرة من كان يتعامل معهم.
هل تعرفين حجم معاناة الأب والام في كل مرة يذهبون بها لأخذ ابنائهم من المدرسة وينظرون لمن يجري ويلعب ويمزح ويتحدث ويباشر حياته بصورة طبيعية!
الأهالي يرون أطفال كل يوم لذلك هذه ليست بمشكلة كبيرة أو نتيجة سلبية لعملية الدمج، ولكن من الجيد أنك أشرت لدور الأهل في هذه القضية، فأسر هؤلاء الأطفال عليهم دور كبير جدا في تحسين حياة أطفالهم والعمل على حل مشكلاتهم أو تحسين قدراتهم، فتجد أن الأهالي الذين يهتمون بأطفالهم من سن صغير فيذهبون بهم للمختصين ويعملون بنصائحهم ويطبقون برامج خاصة للتعامل معهم ويكلفون معلمين خاصية لتعليم أبنائهم ويعملون على مساعدتهم في التكيف والتعامل مع البيئة المحيطة هم أكثر فرصة لكي يستفيدوا من تجربة الدمج في المدارس العادية لأنهم مشبعين بالثقة والدعم والحب والآليات التي تمكنهم من ذلك، وعلى النقيض تجد أسر البعض منهم يعملون على اخفائهم عن الناس وحبسهم في المنازل تاركينهم بمفردهم دون الاكتراث بحاجاتهم وهؤلاء هم أكثر من سيعانون من فكرة الدمج، لأنهم منذ نشأتهم الأولى تم حرمانهم وتحريم ذلك عليهم من أهاليهم التي تراهم إما عبء ثقيل أو مدعاة للخزي.
اعتقد ان تجربة الدمج بين الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال العاديين فى المدارس تعد خطوة مهمة فى تنمية المهارات الاجتماعية والتعليمية .مثلا لقد رأيت ذلك بنفسي من خلال تجربة طفلة دمج كانت تعاني من الوحدة وعدم التفاعل مع زملائها. فى البداية، كانت مهاراتها متوقفة، ولم تكن قادرة على التعلم بشكل فعال، لكنها عندما بدأت الدراسة مع الأطفال العاديين، حدثت تغيرات ملحوظة فى شخصيتها ومهاراتها.
مع مرور الوقت، بدأت هذه الطفلة فى التطور بشكل كبير فانها كانت تعاني من التعلثم فم الكلام، ولكن بفضل التفاعل المستمر مع أصدقائها فى المدرسة، أصبحت قادرة على التحدث بشكل أفضل. كما أنها كانت تخاف من المجتمع وتبتعد عن الآخرين، لكن الآن أصبحت تلعب معهم وتشارك في الأنشطة، مما عزز ثقتها بنفسها.
إن الدمج مع الأطفال العاديين لا يساعد فقط فى رفع قدرات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، بل يعزز أيضًا من مشاعر التقبل والاحترام بين جميع الأطفال من المهم أن يتم التعامل مع هؤلاء الأطفال بأسلوب راقٍ وهادئ، خاصة من قبل المعلمين وزملائهم،لذلك يحتاج الأطفال العاديون أن يدركوا أهمية وجود أصدقاء من ذوي الاحتياجات الخاصة.
التجربة ملهمة حقا، ولكن أنا أعتقد أن الطفلة كانت محظوظة فقط ببيئة المدرسة التي وضعت فيها، حيث قوبلت بالترحيب والدعم من زملائها والاساتذة فاستطاعوا اشعارها بالأمان لكي تتفاعل معهم وتأخذ خطوات نحوهم بعد أن تعلمت منهم أيضا وشاهدت كيف يتفاعلون مع بعضهم البعض ومعها، ولكن هل تعتقدين أن تجربة تلك الفتاة يمكن تعميمها بحيث نحصد نفس النتيجة مع كل طالب من ذوي الاحتياجات الخاصة سيتم دمجه في بيئة المدارس العادية التي قد لا توفر حتى دعم ولا تعليم جيد للطلبة العاديين فما بالك بذوي الاحتياجات الخاصة؟
اخي الصغير يبلغ من العمر عشرة سنوات لدية اعاقة في يده اليمنى ليست كاملة ولكنه حسن المظهر وذكي جدا و مؤخرا انتقلنا لدولة جديده و بالرغم من انه لم يرحب بفكرة النقل الا انني اراه يبلي جيدا في المدرسة واشعر احيانا انه يتظاهر بذلك لا اعلم ماذا افعل هو لم يتعرض للتنمر بشدة من قبل واجه مواقف ينظر الناس فيها ليده باستغراب و احيانا يسألونه عن سبب شكلها الا انه لم يتم الضحك عليه مباشرة و دائما يجاوبهم امامهم بحزم لكنه عندما اسأله يبكي و يقول انه لا يحب هذه النظرات بماذا تنصحونني؟ احاول ان اكون قريبة منه قدر الامكان لكني اخشى ان يخفي عني بعض الاشياء بحجه عدم اقلاقي
عزيزتي نظرات الناس عموما شيء طبيعي نتعرض له جميعنا يوميا ونحن في كامل صحتنا، وفي الأغلب الأوقات قد تكون غير متعمدة، اشرحي له هذا وأن النظرات تكون تلقائية فقط شيء جذب انتباههم لثواني فركزوا معه للحظات، هذا فقط كل شيء، هم لا يقصدون أن يشعروه بالقلة أو النقص، أنا أعتقد أن حساسيته نابعة من رؤيته لنفسه وليس من نظرة الناس له، لذلك اخبريه أن ينظر لنفسه بنفس الطريقة التي يريد للناس أن تنظر إليه بها، إذا قدر نفسه وأحبها سيحصد ذلك أيضا من الناس.
أرى أن الأفضل دمجهم مع بقية الطلاب، ولكن هذا الدمج يجب أن يتم إعداد المعلمين وبقية الطلاب له، حتى لا يأتي بنتائج عكسية على جميع الطلاب.دمجهم قد يصبح ضرورة، لأن شئنا ام أبينا سيتم دمجهم مع المجتمع في وقت ما.
لأن شئنا ام أبينا سيتم دمجهم مع المجتمع في وقت ما.
تمام هم سيندمجوا في المستقبل ولكن ليس ببداية حياتهم حتى هم نفسهم لا يعلمون كيف سيتأقلموا مع وضعهم .
فترة المدرسة في مدارس خاصة سيكونوا قادرين على التأقلم بشكل اسرع وقد يشجعهم على التعامل مع الناس في الخارج بشكل افضل وتشجعيهم لبعضهم البعض
ولكن اذا وضعتهم ببيئة تفتقر التعامل السليم معهم وانه شخص عادي بلا اختلاف سوف يتدمر . وستضعهم ببيئة تطلب منهم اكثر من قدرتهم فسيشعر بمشاعر سلبية مثل انه مختلف جدا واقل من الطلاب العادية وان زميله الطالب العادي فهم المعلومة من المرة الاولى اما هو ففهمها بمرتين وثلاث واربعة . ما شعوره وقتها ؟ , اقل شعور قد يشعره انه لا ينتمي الى هذه البيئة وانه بعيد كليا عن العلم وتدني ثقته بنفسه وشعوره بالاحباط
فضلا عن أنهم سيكونوا مرتاحين أكثر لوجود من يشبهم في بيئتهم التعليمية، فمثلا إذا الطالب يستخدم لغة الإشارة كيف سيتعامل مع زملائه العاديين طوال اليوم في المدرسة؟ لن يكون قادرا على التواصل ولا اللعب ولن يجد ما يصاحبه لأنه لن يجد من يفهمه، ولكن في بيئة المدارس الخاصة هو سيجد العشرات كمن يستطيع التواصل معهم يوميا فعلى الأقل سيلبي احتياجاته الأساسية كأي طفل عادي في أن تكون لديه حياة إجتماعية مناسبة.
اعداد بيئة مهيئة لهم داخل بيئة المدارس العادية قد تأتي آثاره السلبية على المعلم والطلبة العاديين، فمن المعروف أن المعلم العادي غير مؤهل بالكامل للتعامل مع طالب ذوي الاحتياجات الخاصة، فهم لهم معلمون خاصين بهم، واحتياجات الطلبة العادية تختلف عن احتياجات طلبة ذوي الهمم وبالتالي الاهتمام باحتياجات أحد الأطراف سيؤثر سلبا على احتياجات الطرف الآخر، فمثلا بعض مرضى التوحد يكونوا حساسين للأصوات العالية، فتخيل وضعهم في بيئة المدرسة العادية وأنت بالطبع تدري كيف تكون صاخبة طوال الوقت؟ كيف يمكن تهيئة البيئة لإرضاء الطرفين؟ الأمر صعب جدا.
بصراحة أنا مع دمجهم في المدارس العادية لإشعارهم بأنهم لا يختلفون عن غيرهم من الطلاب ولزيادة الاحتكاك بينهم وبين غيرهم وعدم تعوديهم على الاحتكاك مع ذوي الاحتياجات الخاصة فقط مثلهم فيصطدموا بالواقع عندما يواجهونه ويشعرون بالنقص، على عكس أن يتم الامر منذ صغرهم بتعويدهم على الاندماج مع الواقع، بالطبع مع توفير بعض المراقبة للحرس على عدم تعرضهم للتنمر من زملائهم.
تعوديهم على التعامل مع الأشخاص العاديين وليس من يشبههم فقط لا يحتاج بالضرورة لبيئة المدرسة، يمكن فعل ذلك بواسطة الأهل وبإرشاد المختصين الذين سيساعدون الطفل على تعلم كيفية التعامل في الأماكن العامة، ولكن بيئة المدرسة هي في المقام الأول بيئة تعلم، احتياج طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة في عملية التعلم سيكون مختلف عن احتياج زميله العادي، فمثلا من لديه إعاقة عقلية تكون لديه صعوبات كبيرة في التعلم، سيحتاج أساليب مختلفة تماما عن الطلبة العاديين، فإذا شرحت له بنفس الطريقة والسرعة التي يفهم بها الطلبة العاديين لن يفهم هو، وإذا شرحت بالطريقة التي يحتاجها هو سيكون الأمر مملا أو متعبا بالنسبة للطلاب العاديين، فما الحل هنا!
إنها بيئة تعلم بطبيعتها كما ذكرت، لذلك من الواضح جدا أن ينطبق تعليقي على من تكون إعاقتهم لا تؤثر على تعلمهم بشكل طبيعي مثلهم مثل زملائهم، اما من تتحدثين عنهم فمن الخطأ اساسا جمعهم مع غيرهم من العاديين لانهم سيستشعرون النقص والفرق الواضح في المستوى بينهم وبين زملائهم، لكن بالنسبة لمجالات أخرى كالنشاطات الرياضية مثلا فهنا من الافضل الاحتكاك مع غيرهم، يعني أن لا يكون النقص يؤثر عليهم في البيئة التي سينتقلون اليها هذا قصدي.. لذا في المثال الذي طرحتِه فهؤلاء من الافضل ان لا يلتحقوا بالمدارس العادية.
أن ينطبق تعليقي على من تكون إعاقتهم لا تؤثر على تعلمهم بشكل طبيعي مثلهم مثل زملائهم.
كل أطفال ذوي الاحتياجات خاصة لديهم مشكلة تؤثر على تعلمهم بشكل طبيعي مثلهم مثل زملائهم، من اسمهم هم لديهم احتياج خاص جميعهم، حتى الأذكياء منهم! أتعلم أن حتى من يفوق ذكائهم ذكاء أقرنائهم العاديين هم من ذوي الاحتياجات الخاصة، لأنهم يحتاجون لأسلوب تعليم خاص بهم يراعي نبوغهم وقدراتهم المهولة، وبالتالي وضعهم في فصل عادي دون مراعاة هذه الاحتياجات يعد ظلما له، فتخيل معي مثلا طفل لديه ٧ سنوات يستطيع القيام بعمليات حسابية معقدة بعقله فقط وزملائه مازالوا يتعملون جدول الضرب! أيمكن الجمع بينه وبين الطلبة العاديين؟
هؤلاء النوابغ لا يمكنك جعلهم تحت نفس المسمى مع ذوي الهمم.. هناك فرق شاسع بين من يشعر بالنقص ومن يشعر بالتفوق الزائد، ولكن بالطبع أيضا لا يجب إهمالهم لأن موهبتهم ستتعرض للصدأ مع الوقت هكذا وربما لن يحصلوا نتيجة أكثر من كونهم الأوائل في صفوفهم، أنا أرى أنه يجب الاهتمام بهذه العقول و صقل مواهبها من طرف الاهل من جهة ومن طرف الحكومة أيضا، ليي بالضرورة فصلهم عن المدارس العادية، قد يتابعون في المدارس العادية ليكونوا مثالا يحتذى به من طرف زملائهم من جهة و يصنعوا جو المنافسة ويساهموا في تطور زملائهم..ومن جهة أخرى تكون لديهم برامج ونشاطات ودورات وكذا خاصة بهم لصقل موهبتهم وتسهيل الطريق أمامهم للمشاركة في مسابقات وطنية وعالمية وتوفير بيئة مناسبة مساعدة لهم، وهذا موجود كثيراً في الواقع، كما لا أعارض ضمهم لمدارس خاصة بدل العامة طبعا وهو الخيار الأفضل.
التعليقات