يبدو أن توجه الدولة المصرية حالياً يتجه إلى التقليص من حجم خريجي الجامعات و الإكثار من خريجي التعليم الفني و المدارس التي تعلَم حرفاً مهنية. بدليل ما حصل في تنسيق هذا العام من عدم إقبال على كليات نظرية مثل التربية أو الآداب خاصة بعد أن تم إخراج مواد دراسة كمادة الفرنساوي و الجيولوجيا وعلم النفس من المجموع. يبدو أن المتضرر الأكبر في ذاك هم طائفة المعلمين الذين بنوا أحوالهمالمعيشية على التدريس الخاص.

وبالرغم من كوني معلماً للغة الإنجليزية إلا أن أؤيد بشدة ذاك التوجه العام وهو التقليل من خريجي الجامعات والإتجاه إلا إثراء التعليم الفني بجميع أقسامه. فما الجدوى من تلك الثانوية العامة بصعوبتها المتزايدة وإرهاقها لأولياء الأمور؟! ما الجدوى من خريجي جامعات بالملايين بدون سوق عمل حقيقي لهم؟!! لفت نظري من فترة أعداد غفيرة من فتيات صغيرات لا يتجاوزن الثامنة عشرة عاماً يدلفون إلى منشأة يبدو أنها مصنع. سألت سائق الميكروباص فقال لي أنهن فتيات المصنع وهن يمارسن الجزء العملي من تعليمهن. لم يكنُ فتيات فقط بل كان بينهن طلاب ذكور. قال لي أنهن إما يكلمن تعليمهن أو يواصلن العمل في هذا المصنع أو غيره بأجور أعلى وقد يعملن لحسابهن في بيوتهن.

الحقيقة هذا أفضل بكثير برأيي من مجرد الدراسة لسنوات بلا عمل لكثير من خريجي الجامعات اليوم.... ما رأيكم أنتم؟