في أحد فصولي الدراسية، لاحظت أن الطلاب يعتمدون بشكل مفرط على الإجابات الجاهزة بالكتب الدراسية دون التفكير النقدي. لتغيير ذلك، طرحت عليهم سؤالاً مفتوحاً يتطلب تحليل وجهات نظر متعددة حول قضية بيئية.
الأسئلة المفتوحة دفعتهم للنقاش واستخدام الخيال لحل المشكلة. وركزت على توجيه النقاش بأسئلة محفزة مثل "ماذا لو...؟" و"لماذا تعتقد ذلك؟". هذه الاستراتيجية فتحت عيونهم على أهمية التفكير النقدي والإبداعي.
من وجهة نظرك، كيف تعزز التفكير النقدي والإبداعي لديك كمتعلم؟
أسأل "لماذا" أو "كيف" بدلاً من قبول الأمور كما هي عندما أريد أن أفكر بشكل نقدي في الأمور. الحقيقة أن الفضول هو وقود هذا النوع من التفكير، فهو الذي يدفعني للبحث خارج نطاق الإجابات الجاهزة وطرح أسئلة أعمق. في الفترة الأخيرة قمت بدخول فريق تسويق لأحد الكورسات الطبية فقط لأن لدي فضول كيف تتم عملية التسويق، وقمت بالاشتراك في كورسات تسويق لمجرد فضولي.
أما التحدي، فهو المحفز لتطوير الإبداع. عندما أتعرض لمواقف تتطلب مني إيجاد حلول غير تقليدية أو تجاوز العقبات بطريقة جديدة، أكون مضطرًا للخروج من دائرة الراحة الذهنية. ولتحقيق ذلك، أضع نفسي أحيانًا أمام مشكلات مفتوحة، أو أتعامل مع مهام تتطلب مني التفكير بطريقة مختلفة عن المعتاد، وأطرح أسئلة مثل "ماذا لو قمنا بذلك بطريقة معاكسة؟" أو "ما الخيارات التي لم نبحث؟"، وهذا بالظبط ما أقوم به الآن في فريق التسويق، وأعتقد أنني وضعت نفسي في مأزق XD
في الحقيقة الفضول هو جوهر التفكير النقضي، فكلما زادت الفضول لدي الشخص زادت معها عوامل التفكير والابداع لإيجاد حلول للمشكلات.
بطبيعتي لا أقبل المعلومات كما هي وإنما أهتم بتحليلها من جميع الزوايا سواء الداعمة أو المعارضة لها، كما أنني أقوم بافتراض العديد من الأمور المتعلقة بأي شيء يقال لي، ويكون كل ذلك بالمنطق والبراهين، وبرأيي لا بد أن نحرص على إيجاد المعلومات الصحيحة من مصادر متنوعة مع وضع الرأي والرأي الآخر في الاعتبار.
من الجيد أنك تتخزي المواضيع التي تتلقينها بتحليل شامل لها من جميع الجوانب فهذا حقا يزيد من التفكير النقضي والإبداعي لديك.
فالتحليل يجعلنا نصل إلى تفاصيل أكثر دقة ولكن هل تحليل كل موضوع بشكل مفصل يأخذ من وقتك الكثير؟ أو تعتقدي أنه يحتاج إلى مهارات عالية؟ لأن ليس الجميع لديه مهارة التحليل وفهم الموضوع من جميع الجوانب، فالبعض يأخذ المعلومة دون تحليلها.
عدم قبول مصدر واحد بل البحث بشكل دائم عن مصادر مختلفة ومتنوعة لفهم جذور المشكلة التي أمامي، ومن ثم مشاركة الموضوع نفسه مع الأخرين وفتح نقاش حوله وهذا سيعطيني وجهات نظر مختلفة عن ما أراه، وأخيرا هو البحث عن حلول مبتكرة وعدم قبول الحلول السهلة التي تأتي في البداية، بل أقارنها بالحلول الموجودة في أرض الواقع أو المصادر التي حصلت عليها ومن خلال هذه المقارنة سيتم إيجاد حلول جديدة لم يتطرق لها أحد.
المقارنة طريقة جيدة للتمييز بين مواضيع متشابهة لفهمها بشكل أكثر دقة، لكن ماذا إذا واجهتك مشكلة جديدة ويجب حينها ان تعتمد على نفسك دون البحث او أخذ رأي من حولك، كيف سوف تفكر في حلها بمفردك؟
بالفعل الاطلاع على الاراء المتغايرة وعدم التسليم بالحل النمطي وقبول الرأي الأخر بتدقيق
حتى يتم استخلاص حلول وأفكار أكثر دقة وابتكاراً
أحاول دائمًا الاختبار بنفسي (التعلم التجريبي) ... لا تؤثر في الأفكار السائدة أو الرواسخ المتعلقة بما أتعلمه، أحب دائمًا توجيه النقد والتساؤلات حتى يثبت عندي "بالدليل" أنها معلومة أو فكرة راسخة.
المعلومات التي تستنبطها بنفسك عن طريق التفكير النقدي والإبداعي هي أكثر معلومات يتم تثبيتها في العقل، لأنها نابعة من داخلك وليس من عامل أو شخص خارجي، لذا نعم سوف تظل الفكرة راسخة في عقلك لوقت طويل جداً.
وكيف اتأكد من الحل الصحيح او الحل المناسب الذي يجب إتخاذه، لأن حينها قد يكون هناك حلول من وجهة نظري صحيحة ولكن هي في الواقع حلول كارثية قد تزيد الأمر سوء.
التعليقات