يرافقني شعور عميق بأنني أحمل دَينا كبيرا ممن علمني. فمعظم ما أراه فيَّ هو من صنع معلميَّ وأساتذتي. بدءا من مرحلة الإعداد للكتابة والقراءة بالروضة، ومرورا بسنوات التعلم الأولى حيث تلقيت الحروف وأبجديات القراءة، ووصولا إلى الثانوية التي حملت منها في محفظتي شهادة الدخول بتفوق إلى الجامعة. ولذلك أدين لأساتذتي بالكثير حين أراني تحيط بي الكتب ألتقط كنوزها ولآلِئها.

وأنا تلميذ يافع في الصف الأول من الثانوية العامة، اذكر أستاذةً أدين لها بالكثير والكثير، لأنها فتحت عيني، أنا الفتى الصغير، على حياة دراسية جديدة، فتحتها بكلمات تلقيتها منها بتأثير فاق تأثير الدواء على الجسم العليل. يومها كنت فتى يغالب الخجل، لا يستهويه شغب المشاغبين، يكتفي بالنظر فيما حوله، وفي عينيه شوق ينتظر لحظة بدايةٍ تقوده إلى جميل النهاية.

كانت اللحظة المنتظرة على طبق من شعر، حين أجبتُ عن سؤال في حصة درس "تحليل القصائد". وأنا أغالب خجلي كعادتي من إجابتي، فوجئت بما بدا لأستاذتي الكريمة بديعا وعميقا في كلامي. بل توقفتْ لحظة وأخذت قلما ودفترا، وأعلنت أمام زملائي إضافة علامة تميز خاصة إلى سجل علاماتي في شبكة التنقيط. إنها لحظة أيقظت فيَّ حمية التفوق، وأخرجتني من حصة الدرس مشحوذا بالطاقة للعمل أكثر للبحث عن أن أحظى بالكثير من الغنى المعرفي والثقافي. 

- فماذا عنك أنت.. أخبرنا عن دَين أساتذتك عليك؟ اذكر حالة أو حالات تمثيلا لا حصرا يظهر فيها دين أساتذتك ومعلميك عليك؟