نلاحظ أننا نواجه يوميًا تحديات في استيعاب واسترجاع المعلومات، حيث يبدو أن بعض المعلومات تظل حية وسهلة الاستدعاء في ذهننا، بينما يبدو أن الكثير من المعلومات تصعب علينا استحضارها بسهولة. تعد هذه الظاهرة مثيرة للفضول، وهناك فرضية مشتركة تقول إننا نعتقد أن المعلومات التي نتذكرها بسهولة هي الأكثر أهمية، ولكن هل هذا فعلاً الصحيح؟ لنفترض أنك تجلس في امتحان هام، وتحاول تذكر المعلومات التي درستها في الفصل الأخير. ربما تجد أن بعض المعلومات تبقى متاحة بسهولة في ذهنك وتستدعيها بسرعة، بينما تجد صعوبة في استحضار بعض التفاصيل الدقيقة. وعند انتهاء الامتحان، يُطلب من الطلاب تقييم مدى أهمية المواضيع التي تم طرحها في الاختبار. قد يميل الطلاب إلى اعتبار المواضيع التي تمكنوا من تذكرها بسهولة هي الأكثر أهمية. وهذا ما يسمى بنحياز التوفر الارشادي، حيث يرتبط تقدير الأهمية بمدى توافر المعلومات في الذاكرة.

ولكن هل هذا يعني أن المعلومات التي تمكنا من استرجاعها بسهولة هي فعلاً الأكثر أهمية؟

قد لا يكون الأمر كذلك دائمًا. فقد يكون من الممكن أن المعلومات التي نجحنا في تذكرها بسهولة هي الأكثر شيوعًا وتكرارًا في المناهج الدراسية، بينما يمكن أن تكون بعض المعلومات الأخرى الأكثر تعقيدًا وأهمية ولكنها أقل تكرارًا. فيما يبدوا إذاً أن انحياز التوافر الارشادي هو جزء من طبيعة الإنسان وعقليته.

فما رأيكم هل لاحظت أنك تتذكر بسهولة بعض المعلومات بينما تجد صعوبة في تذكر أخرى؟ ما هو السبب الذي تعتقد أنه وراء ذلك؟ هل تعتقد أن انحياز التوفر الارشادي قد يؤثر على طريقة تقييمك للمواقف أو اتخاذ قراراتك؟ وترى كيف لنا أن نتجنب هذا الانجياز ؟