مؤخرًا، عثرت على فيديو لطفل صغير يرقص على أغنية، وأثَّر فيَّ هذا المقطع بشدة لأن الطفل لا يزال صغيرًا ويتعرض لهذا النوع من الاعتداء الفكري والذوقي والأخلاقي.

هناك جيل صاعد من النسخ المتطابقة من الأطفال والشباب، الذين يستمعون إلى نوع من الضجيج الذي لا يمث بأي صلة للموسيقى، ويُطلقون عليه "الواي واي". هذا الأخير يحتوي على كلمات غريبة وسامة، ويحرض على الأفعال الغير الأخلاقية والغير السليمة. يبدو أن هذه الظاهرة لا يمكنني مناقشتها مع البالغين، لأنها تبقى اختيارات شخصية، ولكن عندما يتعلق الأمر بالأطفال، فلا يمكننا الصمت.

الدور الذي تلعبه الموسيقى في برمجة العقل اللاواعي للإنسان يُعد خطيرًا، وهذا أمر صعب حتى على الكبار، فكيف بالأطفال الصغار الذين ليس لديهم القدرة على تحليل كلمات الأغاني ومعرفة خيرها من شرها. بالإضافة إلى ذلك، فإنهم ليسوا بالغين ليمكن اعتبار أن سماعهم للموسيقى يتم بمحض ارادتهم.

لا يمكن اعتبار هذه الظاهرة عادية، فالطفل الصغير - وعندما أقول الطفل، فأنا أعني كل شخص أقل من 18 سنة - يجب أن يكون في المدرسة، بين أغلفة الكتب، وفي المنتزهات وأماكن الألعاب، وليس في التيك توك.

إن هذا النوع من الأغاني والكلمات والتحديات ستؤثر على الطفل في المستقبل، ولا أعتقد أنه سيصبح شخصًا يساهم في تطوير الأمة، بل قد يدمرها.

أين الأسرة؟ أين وزارة التربية والتعليم ؟ أين جمعيات المجتمع المدني؟ أين منظمات حماية الأطفال؟ أين أصحاب الضمائر الحية؟

يجب علينا التحرك معًا كمجتمع لوقف هذه الممارسات وحماية الأطفال من تأثيراتها الضارة.

يتبع ...

يوسف قنجاع